عليهالسلام إلى المأمون ، ونظر إلى الباب مسدوداً ، قال : يا أمير المؤمنين ، ما هذا الباب الذي سددته؟ فقال : رأى الفضل ذلك وكرهه. فقال عليهالسلام : إنا لله وإنا إليه راجعون. ما للفضل والدخول بين أمير المؤمنين وحرمه؟ قال : فما ترى؟ قال : فتحه والدخول إلى ابنة عمك ، ولا تقبل قول الفضل فيما لا يحل ولا يسع. فأمر المأمون بهدمه ، ودخل على ابنة عمه ، فبلغ الفضل ذلك فغمَّه (١).
ومن الواضح أن الضمير في قوله : (أن ابنة عم المأمون كانت تحبه وكان يحبها) يعود للمأمون ، أي أن المأمون كان يحب ابنة عمه ، وكانت هي تحبه ، وكانت تميل إلى الرضا وتحبه ، أي توده ، ولهذا أشار الإمام عليهالسلام على المأمون بأن يفتح الباب الذي كان شارعاً على مجلسه ، ويتزوج بابنة عمه ويدخل بها ، ففتح المأمون الباب ودخل على ابنة عمه.
هذا هو معنى الحديث ، إلا أن الكاتب أعاد الضمائر على الإمام الرضا عليهالسلام ، وأبدل (تحبه ويحبها) ب ـ (يعشقها وتعشقه) ، فتأمل مقدار أمانته!!
ولو سلَّمنا جدلاً بأن الإمام عليهالسلام كان يحب ابنة عم المأمون وكانت تحبه ، فهذا لا غضاضة فيه على الإمام عليهالسلام ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحُبّ النساء كما ورد في الأخبار.
فقد أخرج أحمد والنسائي والحاكم والضياء المقدسي والبيهقي وغيرهم بأسانيدهم عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ، وجُعلتْ قرة عيني في الصلاة (٢).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ١ / ١٦٥.
(٢) سنن النسائي ٧ / ٧٢ ، ٧٤. صحيح سنن النسائي ٣ / ٨٢٧. المستدرك ٢ / ١٧٤. ط حيدرآباد ٢ / ١٦٠. وصحَّحه ووافقه الذهبي. الأحاديث المختارة ٤ / ٤٢٨ ، ٥ / ١١٢ ، ١١٣. مسند أحمد ٣ / ١٢٨ ، ١٩٩ ، ٢٨٥. السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٧٨. السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٢٨٠. مسند أبي