وبهذا كله يتضح أن ما استدل به الكاتب مخدوش سنداً ودلالة.
* * *
قال الكاتب : ولهذا قال الإمام الخوئي في وصيته لنا وهو على فراش الموت عند ما أوصانا كادر التدريس في الحوزة :
(عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة).
وقرآن فاطمة الذي يقصده الإمام هو المصحف الذي جمعه علي رضي الله عنه والذي تقدمت الإشارة إليه آنفاً.
وأقول : هذه الرواية من الأكاذيب المكشوفة ، وذلك لأن الخوئي قدّس الله نفسه لم يمرض قبل موته حتى يوصي وهو على فراش الموت ، وإنما مات فجأة ، وهذا يعرفه كل من كان محيطاً بالسيّد ، بل هو أمر مشهور يعرفه كثير من الناس.
ثمّ إن مثل هذا الكلام لا يصدر من السيّد الخوئي جزماً ، وذلك لأن السيّد قد صرَّح في كتبه بسلامة القرآن من الزيادة والنقيصة ، فأي قرآن يُظهره صاحب الزمان؟!
ثمّ ما هي العلاقة بين المصحف الموجود بين أيدينا ومصحف فاطمة عليهاالسلام؟! فإنهما كتابان متغايران ، وذلك لأن مصحف فاطمة كتاب فيه ما كان وما يكون من الحوادث كما مرَّ بيانه ، وليس هو بقرآن ، أو مشتمل على آيات وأحكام.
كما أن الأخبار لم تدل على أن صاحب الزمان عليهالسلام سيظهر للناس مصحف فاطمة عليهاالسلام ، وإنما دلَّت على أنه سيظهر لهم المصحف الذي كتبه أمير المؤمنين عليهالسلام ، المشتمل على التنزيل والتأويل كما مرَّ.
ويكفي في الدلالة على افتعال هذه القضية هي زعمه أن السيّد الخوئي قدسسره قد أطلق على الكتاب اسم (قرآن فاطمة) ، مع أنه (مصحف فاطمة) ، وهذا خطأ فادح لا