كان يكبرني بنحو ثلاثين سنة أو أكثر.
* * *
وأقول : إذا كان أحمد الصافي النجفي رحمهالله يكبر الكاتب بثلاثين سنة أو أكثر فهذا يعني أن الكاتب وُلد سنة ١٣٤٤ ه ـ أو بعدها ، لأن الصافي النجفي ولد سنة ١٣١٤ ه ـ وتوفي سنة ١٣٩٧ ه ـ (١) ، فيكون عمْر الكاتب لما نال درجة الاجتهاد بزعمه أقل من ثلاثين سنة ، إذا قلنا بأن الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء قدسسره أعطاه إجازة الاجتهاد في سنة وفاته وهي سنة ١٣٧٣ ه ـ ، وأما لو قلنا إن الشيخ أعطاه الاجتهاد قبل وفاته بخمس سنين مثلاً ، فإن الكاتب يكون قد بلغ رتبة الاجتهاد وعمره أقل من خمس وعشرين سنة ، وهذا نادر جداً يكاد يكون ممتنعاً في عصرنا ، ولم يُسمع بواحد من أهل كربلاء حصل على الاجتهاد في هذه السن.
* * *
قال الكاتب : عند ما قال لي : ولدي حسين ، لا تُدَنِّسْ نَفْسَكَ بالخُمس ، فإنه سُحْت ، وناقشني في موضوع الخمس حتى أقنعني بحرمته ، ثمّ ذكر لي أبياتاً كان قد نظمها بهذا الخصوص احتفظتُ بها في محفظة ذكرياتي ، وأنقلها للقراء الكرام بنصها ، قال رحمهالله :
عجبتُ لقوم شَحذُهم باسم دينِهم |
|
وكيف يَسوغُ الشَّحذُ للرجلِ الشَّهمِ |
لَئِنْ كان تحصيلُ العلومِ مُسَوِّغًا |
|
لِذاكَ فإنّ الجهلَ خيرٌ من العِلم!! |
وهل كان في عهدِ النبيِّ عِصابَةٌ |
|
يعيشونَ من مالِ الأنامِ بذا الاسمِ؟ |
لَئِنْ أوجبَ اللهُ الزكاةَ فلم تَكُنْ |
|
لِتُعْطَى بِذُلٍّ بل لِتُؤْخَذَ بالرَّغْمِ |
أتانا بها أبناءُ ساسانَ حِرْفَةً |
|
ولم تكن في أبناءِ يَعْرُبَ مِن قدمِ. |
وأقول : إن الأحكام الشرعية لا تؤخذ من الشعراء ، والمكلف يجب عليه اتباع
__________________
(١) معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٢ / ٧٩٣.