* * *
قال الكاتب : وأمّا الحسن رضي الله عنه ، فقد روى المفيد في الإرشاد عن أهل الكوفة أنهم : (شدوا على فسطاطه ، وانتهبوه حتى أخذوا مُصَلَّاه من تحته ، فبقي جالساً مُتَقَلِّداً السيفَ بغيرِ رداء) ص ١٩٠.
أيبقى الحسن رضي الله عنه بغير رداء مكشوف العورة أمام الناس؟ أهذه محبة؟
وأقول : عجيب من مدَّعي الفقاهة كيف لا يعرف معنى الرِّداء ، فإن الرِّداء يعرفه حتى عوام الناس ، وهو ما يوضع على الكتفين من الثياب ، ومنه ما يُسمَّى الآن بالعباءة.
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : هو الثوب أو البُرْد الذي يضعه الإنسان على عاتقيه فوق ثيابه ، وقد كثر في الحديث (١).
ولو كان الكاتب قد درس كتاب الحج ، لعلم أن الحاج يلبس قطعتين من الثياب ، الأولى يستر بها عورته وهي الإزار ، والثانية يضعها على عاتقه وهي الرِّداء ، وأن الحاج يجوز له أن يضع رداءه أحياناً ، وهذا يُدرَس في بدايات الدراسة الحوزوية ، فكيف جهلها من حاز درجة الاجتهاد (بتفوق)؟
ثمّ إن أهل السنة رووا في كتبهم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وثب إلى عكرمة بن أبي جهل من غير رداء. فقد أخرج مالك في الموطأ عن ابن شهاب : أن أم حكيم بنت الحارث ابن هشام ، وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل ، فأسلمت يوم الفتح ، وهرب زوجها عكرمة بن أبي جهل من الإسلام حتى قدم اليمن ، فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه باليمن ، فدعته إلى الإسلام فأسلم ، وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام الفتح ، فلما رآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وثب إليه فرحاً وما عليه رداء حتى بايعه ، فثبتا على نكاحهما ذلك (٢).
__________________
(١) النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ / ٢١٧.
(٢) الموطأ ، ص ٢٨٧.