عليهالسلام وأحقيَّته في الخلافة ، وأنه وصي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه دابة الأرض وغير ذلك من المعتقدات التي نسبوها إليه ، إلا ما رواه سيف بن عمر التميمي الوضَّاع الكذاب ، ونقله عنه الطبري وغيره من المؤرِّخين.
وكل ما أثبتته الأخبار والآثار المعتبرة المروية في كتب أهل السنة هو أن عبد الله بن سبأ كان كذاباً ، ولم تُثْبِتْ أكثر من ذلك.
وأما الكتب الشيعية وبالخصوص منها كتاب (اختيار معرفة الرجال) المعروف برجال الكشي فقد أثبتت ما قلناه من أنه كان كذاباً ، وأنه ادَّعى الألوهية لأمير المؤمنين عليهالسلام ، فاستتابه فلم يتب ، فأحرقه بالنار في جملة رجال كانوا معه ، لا أكثر من هذا ولا أقل.
وكل ما نُسج حول عبد الله بن سبأ من الدور الذي جعل منه رجلاً أسطورياً استطاع أن يعبث بعقول الصحابة ، ويؤلِّب الناس على عثمان ، وأن يُظهر الغلو في أمير المؤمنين عليهالسلام ويبثّه في المسلمين ، حتى استطاع في زمن يسير أن يفكِّك الدولة الإسلامية ويزعزع خلافتها ، كل هذا قد وضعه سيف بن عمر في كتابه (الفتنة ووقعة الجمل) ، ولم يُرْو من طريق غيره.
* * *
قال الكاتب : ٢ ـ وقال المامقاني : (عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغُلُوَّ) وقال : (غالٍ ملعون ، حرقه أمير المؤمنين بالنار ، وكان يزعم أن عليا إله ، وأنه نبيّ) (تنقيح المقال في علم الرجال) ٢ / ١٨٣ ، ١٨٤.
وأقول : هاتان الكلمتان ليستا للمامقاني قدسسره كما صرَّح بذلك هو نفسه في كتابه المذكور ٢ / ١٨٣ ، فإنه نسب الكلمة الأولى للشيخ الطوسي قدسسره ، والكلمة الثانية للعلَّامة الحلي رحمهالله في كتاب الخلاصة ، وقد تقدم نقل هاتين العبارتين عنهما ، وإنما نبَّهنا