لأهل البيت صلوات الله عليهم ، ونسوا أن الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء الكواليس ستأتي الإشارة إليهم في الفصل الآتي.
وأقول : هذا الكلام أيضاً من الاتهامات الباطلة التي دأب الكاتب على إلصاقها بالشيعة بلا دليل ، ولهذا لم يذكر ما يوثِّق كلامه من أي مصدر شيعي ، وإنما هي مجرد تلفيقات واضحة وأكاذيب فاضحة لا تخفى على من رآها.
والخدمة التي يقدّمها الشيعي لمذهب أهل البيت عليهمالسلام لا تكون بالانقضاض على أهل السنة وقتلهم كما قال الكاتب ، وإنما تكون بدعوتهم إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبالمعاشرة الطيبة ، وبالأخلاق السامية التي أمر بها أئمة أهل البيت عليهمالسلام وحثّوا شيعتهم عليها.
ففي صحيحة أبي أسامة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : عليك بتقوى الله ، والورع ، والاجتهاد ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وحسن الخلق ، وحسن الجوار ، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ، وعليكم بطول الركوع والسجود ، فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال : يا ويله أطاع وعصيتُ ، وسجد وأبيتُ (١).
وفي صحيحة ابن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير ، فإن ذلك داعية (٢).
وأما ساعة الصفر التي ينتظرها الشيعة وأهل السنة فهي ظهور المهدي المنتظر عليهالسلام الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً ، والذي يُظهِر الله به الحق ، ويُدحِض به الباطل ، ويُعِزُّ الله به المسلمين ، ويذل به الكفار والمنافقين.
__________________
(١) الكافي ٢ / ٧٧.
(٢) نفس المصدر ٢ / ٧٨.