دمِاءَهم ، وَوَحَّدَ صفوفَهم بتصرفه الحكيم ، ونظره الثاقب؟
وأقول : هذه الرواية التي رواها الكشي ضعيفة بالإرسال وبعلي بن الحسين الطويل ، فإنه لم يثبت توثيقه في كتب الرجال.
قال المامقاني : روى النجاشي مسنداً عنه كتاب مصعب بن يزيد الأنصاري ، وليس له عنوان في كتب الرجال أصلاً (١).
هذا مع أنّا لم نجد له عنواناً أيضاً في الكتب الرجالية عند أهل السنة ، وذكروا أن صاحب هذه المقولة هو سفيان بن الليل (٢) ، ووصفه العقيلي بأنه غالٍ في الرفض (٣). وقال أبو الفتح الأزدي (٤) والألباني : مجهول (٥). وعدَّه ابن حبان في جملة الثقات (٦).
ولو سلَّمنا بصحة الخبر ، وأن سفيان بن أبي ليلى أو سفيان بن الليل كان شيعياً ، فلا ريب في أن الشيعة قاطبة يخطِّئون كل من اعترض على صلح الإمام الحسن السبط عليهالسلام ، ويغلِّطون كل من قال ما يتنافى مع قداسة الإمام عليهالسلام ، ويرون أن ما قام به الإمام عليهالسلام هو الصحيح الموافق للحكمة ، وأن فيه المصلحة العظيمة للإسلام والمسلمين ، وقد كتب علماء الشيعة في إثبات ذلك كتباً عدة.
فلا ندري بعد هذا كيف سوَّغ الكاتب لنفسه أن يطعن في الشيعة كلهم من
__________________
(١) تنقيح المقال ٢ / ٢٧٨.
(٢) راجع المستدرك ٣ / ١٨٧ ، ١٩٢ ، ط حيدرآباد ٣ / ١٧١ ، ١٧٥. الفتن لنعيم بن حماد ١ / ١٦٤. سير أعلام النبلاء ٣ / ١٤٧. ميزان الاعتدال ٣ / ٢٤٧. لسان الميزان ٣ / ٥٣. الضعفاء للعقيلي ٢ / ٥٤٩. تهذيب الكمال ٦ / ٢٥٠. تاريخ بغداد ١٠ / ٣٠٥. الاستيعاب ١ / ٣٨٧ إلا أن فيه : سفيان بن ليلى.
(٣) كتاب الضعفاء ٢ / ٥٤٩ ، ونقله عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ٢٤٧. وابن حجر في لسان الميزان ٣ / ٥٣ وغيرهما.
(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٢٤٨. لسان الميزان ٣ / ٥٤. كنز العمال ١٣ / ٥٨٩.
(٥) تعاليق الألباني على كتاب السنة لابن أبي عاصم ، ص ٣٣٤ حديث ٧٤٨.
(٦) كتاب الثقات ٤ / ٣١٩.