أجل قولٍ صدر من قائل أكثر ما يقال عنه إنه شيعي ، مع أن كلمتهم قد تطابقت على تصحيح الصلح وأهدافه؟!
* * *
قال الكاتب : فلو أن الحسن رضي الله عنه حارب معاوية وقاتله على الخلافة لأُرِيق بحر من دماء المسلمينَ ، ولَقُتِلَ منهم عددٌ لا يُحصيه إلا الله تبارك وتعالى ، ولَمُزِّقَتْ الأُمة تمزيقا ، ولَمَا قامت لها قائمة من ذلك الوقت.
وللأسف فإن هذا القول يُنْسَبُ إلى أبي عبد الله رضي الله عنه ، وو الله إنه لَبَريءٌ من هذا الكلام وأمثاله.
وأقول : لقد قلنا : إن صلح الإمام الحسن عليهالسلام جرى على ما تقتضيه الحكمة والمصلحة ، ولا ريب في أن فوائده كثيرة ، ومنافعه جليلة ، وليس هذا محل بيانها ما دام الخلاف فيها غير موجود بيننا.
وأما زعم الكاتب نسبة هذا القول إلى أبي عبد الله عليهالسلام فهو وهم فاحش ، لأنه إن أراد أن الإمام أبا عبد الله الصادق عليهالسلام قد قال هذا الكلام ، وهو : (يا مُذلّ المؤمنين) ، فهذا هراء وهذيان ، ولا أظنه يزعم ذلك ، إلا إذا أصيب في عقله ، ولا سيما أن رواية سفيان بن أبي ليلى في رجال الكشي مروية عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام ، لا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام.
وأما إن أراد بذلك أن الشيعة نسبوا إلى الإمام الصادق عليهالسلام أن سفيان بن أبي ليلى قال ذلك للإمام الحسن عليهالسلام ، فهذا كسابقه ، لأن الرواية كما مرَّ قد رُويتْ عن الباقر عليهالسلام ، مضافاً إلى أنّا قلنا فيما تقدَّم : (إن هذه الرواية ضعيفة السند) ، ولا يلزم من وجود رواية عن الإمام عليهالسلام نسبة محتواها إليه ، ولا سيما إذا كانت ضعيفة السند.
ثمّ ما هو المحذور في أن يخبر الإمام عليهالسلام بهذا الخبر المروي في كتب أهل السنة