طالب عليهالسلام ، وهو عم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكافله وحاميه وناصره ، ولم يروا في ذلك بأساً ولا غضاضة مع وضوح الدلائل على إيمانهم ، وطعنوا في الشيعة من أجل روايات ضعيفة ظاهرها الطعن بما لا يستوجب كفراً في العباس بن عبد المطلب ، أو في ابنه عبد الله؟!
ولعمري إنهم إذا أرادوا أن يراعوا حرمة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في عمِّه العباس وابنه فمراعاته في والديه وأجداده وعمِّه أبي طالب عليهمالسلام أولى.
* * *
قال الكاتب : وروى ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني في الفروع عن الإمام الباقر قال في أمير المؤمنين : (وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام ، عباس وعقيل).
وأقول : أما أنهما ضعيفان فهو معلوم من حالهما ، فلم يُعرف لهما موقف في حرب أو في سلم يدل على قوة أو شجاعة ، لا في الجاهلية ولا في الإسلام ، وأهل السنة قد رووا أنهما أُخرجا مع المشركين إلى بدر مُكرَهين (١) ، وحسبك هذا دليلاً على ضعفهما.
وأما أنهما ذليلان فلعل المراد بذلك هو ذلّهما لما أُسِرا يوم بدر مع من أُسِر من المشركين (٢).
وأما أنهما حديثا عهد بالإسلام فقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أن العباس أسلم قبل فتح خيبر وأظهر إسلامه يوم فتح مكة (٣) ، وذكر أن إسلام عقيل كان قبل
__________________
(١) أما خروج العباس مكرهاً فذُكر في أسد الغابة ٣ / ١٦٣ ، والإصابة ٣ / ٥١١ ، والاستيعاب ٢ / ٨١٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٩٦. وأما خروج عقيل فراجعه في سير أعلام النبلاء ١ / ٢١٨ ، ٣ / ٩٩. وأسد الغابة ٤ / ٦١. والاستيعاب ٣ / ١٠٧٨. والمنتظم ٥ / ٢٣٦.
(٢) أسد الغابة ٣ / ١٦٥. الاستيعاب ٢ / ٨١١.
(٣) الاستيعاب ٢ / ٨١٢.