الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة ، على خيانتهم لهم ، وغدرهم بهم ، وقتلهم لهم ، وسلبهم أموالهم ، وصبر أهل البيت على هذا كله ، ومع هذا نُلْقِي باللائمة على أهل السنة ، ونُحَمِّلُهُمُ المسئولية!
وأقول : لقد أوضحنا فيما مرَّ أن أهل الكوفة لم يكونوا من الشيعة ، وإنما كانوا من متسنِّني ذلك العصر ، فلا حاجة للإعادة.
ولئن أطال الكاتب في نقل النصوص الدالة على عظيم جرم أهل الكوفة مع الإمام الحسين عليهالسلام وأصحابه ، إلا أنه لم يذكر لقارئه شيئاً مما فعله أهل الكوفة بالأئمة الآخرين عليهمالسلام أجمعين ، فلا ندري ما هو وجه اتهامهم بالإساءة إلى كل أئمة أهل البيت عليهمالسلام؟!
والعجيب أن الكاتب نسي أو تناسى ما صنعه الأمويون من العداء لأهل البيت عليهمالسلام ، مع أن كل ما وقع من أهل الكوفة إنما كان بأمر الأمويين وزبانيتهم.
فهل يرى الكاتب أن من جملة الشيعة : معاوية ، وعمرو بن العاص ، وزياد بن أبيه ، والمغيرة بن شعبة ، وبسر بن أرطأة ، وطلحة ، والزبير ومن كان معهم في حروبهم لعلي عليهالسلام؟!
وهل يرى أن من جملة الشيعة : يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم ممن شرك معهم في قتل الحسين عليهالسلام؟!
إن جرائم بني أمية مع أهل البيت عليهمالسلام لا ينكرها إلا من أعمى الله قلبه ، وطمس على بصيرته ، وخذله ومَسَخَه.
قال القرطبي : وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله [صلىاللهعليهوآلهوسلم] وإبرارهم وتوقيرهم ومحبَّتهم وجوب الفرائض المؤكَّدة التي لا عذر لأحد في التخلّف عنها. هذا مع ما عُلِم من خصوصيّتهم بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبأنهم جزء منه ، فإنهم أصوله التي نشأ عنها ، وفروعه التي نشَئوا عنه ، كما قال : (فاطمة بضعة مني) ، ومع