قال الكاتب : جلست مرة عند الإمام الخوئي في مكتبه ، فدخل علينا شابان يبدو أنهما اختلفا في مسألة ، فاتفقا على سؤال الإمام الخوئي ليدلهما على الجواب.
فسأله أحدهما قائلاً : سيد ما تقول في المتعة ، أحلال هي أم حرام؟
ثمّ نقل الكاتب قصة طويلة فحواها أن الشاب السائل كان سُنيّاً من الموصل ، فلما أجابه السيِّد بحليتها ، طلب من السيِّد أن يزوجه ابنته متعة ، فأجابه السيد بقوله : أنا سيِّد ، وهذا حرام على السادة ، وحلال عند عوام الشيعة.
فنظر الشاب إلى السيِّد الخوئي وهو مبتسم ، ونظرته توحي أنه علم أن الخوئي قد عمل بالتقية.
وفي القصة أن الكاتب لحق بالشابين بعد خروجهما من (مكتب) السيد ، فسمع الشاب الشيعي الآخر يسب العلماء ويلعنهم ، لأنهم يحلِّلون المتعة لأنفسهم ، ويحرِّمونها على غيرهم.
وأقول : هذه القصة من القصص الخرافية التي لا تستند على دليل صحيح ، ودليلها هو نقل كاتبها الذي لا يوثق بنقله.
ومن أدلة كذب هذه القصة أن السيد الخوئي قدسسره ليس عنده مكتب في النجف الأشرف لاستقبال الناس فيه كما زعم الكاتب ، وإنما كان يستقبل الناس في منزله المعروف في حي العمارة.
والكاتب لم يبيِّن للقرَّاء لما ذا لحق بالشابين بعد خروجهما من مجلس السيد؟ فإنه لم يتضح سبب صحيح للحوقه بهما إلا ترتيب القصة بصورة تبدو بها أكثر إثارة.
وأما زعمه أن الخوئي قدسسره قد عمل بالتقية فهو من المضحكات ، إذ كيف يتَّقي السيِّد من الشاب الموصلي في مسألة هو يصرِّح بها في كتبه العلمية والفتوائية ، ويفتي مقلِّديه بجوازها؟ مع أن المقام مقام إثبات المتعة لا مقام تقية كما هو واضح.
وأما زعمه أن السيَّد الخوئي قدسسره قد قال : (إن المتعة حرام على السادة وحلال