انطلقت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعي أبي ، فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة. فقال كلمة صَمَّنيها الناس ، فقلت لأبي : ما قال؟ قال : كلهم من قريش (١).
وأخرج مسلم ـ واللفظ له ـ وأحمد عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش ... (٢).
والأحاديث التي نصَّت على الخلفاء الاثني عشر كثيرة جداً ، وفيما ذكرناه كفاية.
فإن كان الكاتب يرى أن هذه الأحاديث هي من دسائس اليهود وأكاذيبهم ، فلا بد أن يحكم بضرورة طرح صحاح أهل السنة كالبخاري ومسلم وغيرهما من كتبهم المعتبرة ، لما فيها من الأحاديث اليهودية المدسوسة.
وإن كان يرى صحة تلكم الأحاديث فلا مناص له من التسليم بأن الشيعة الإمامية إنما اعتقدوا باثني عشر إماماً بسبب ورود هذه الأحاديث وغيرها من الأحاديث التي اتّفق على روايتها واعتبارها المؤالف والمخالف.
* * *
قال الكاتب : وكرهوا جبريل رضي الله عنه (٣) والروح الأمين كما وصفه الله تعالى في
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ / ١٤٥٣. مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٩٨ ، ١٠١. وفي ص ٩٦ قال : عزيزاً منيعاً ظاهراً على من ناواه ، لا يضرّه من فارقه أو خالفه. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٨ / ٢٣٠. المعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٩٥ ، ١٩٦.
(٢) صحيح مسلم ٣ / ١٤٥٣. مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٨٦ ، ٨٨ ، ٨٩. سلسلة الأحاديث الصحيحة ٢ / ٦٩٠. مسند أبي عوانة ٤ / ٣٧٣. مسند أبي يعلى ٦ / ٢٨٢.
(٣) لأول مرة أرى كاتباً يترضى على جبرئيل عليهالسلام ، ولعل عقدةً ما قد أصابت الكاتب ، فكره قول (عليهالسلام) عناداً للشيعة ومخالفة لهم ، أو لعله يريد أن يساوي مقامه بمقام أي صحابي.