وكل هذه الأساليب غير صحيحة في معالجة النصوص من أجل الوصول إلى الحق من خلالها.
على أننا لا ننكر أن هناك أحاديث مكذوبة على الأئمة عليهمالسلام ، ولا نزعم أن كتب الشيعة خالية من كل كذب ودسّ ، بل فيها الصحيح والضعيف ، والغث والسمين ، ووظيفة الفقيه هي تمحيص تلكم الأحاديث وغربلتها ، والأخذ بالصحيح منها وطرح الضعيف.
وفي حال تعارض الأحاديث الصِّحاح يجب الجمع بينها بالجمع العرفي الصحيح إن أمكن ، وإلا فلا بد من إعمال المرجِّحات السندية والدِّلالية ، ومع فقد المرجِّحات وعدم إمكان الترجيح بينها فلا مناص حينئذ من الحكم بتساقطها وترك العمل بها.
* * *
قال الكاتب : نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم ، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المقدسة المتعددة.
فالقول بأن أمير المؤمنين حاز كتباً متعددة ، وأن هذه الكتب كلها من عند الله ، وأنها كتب حوت قضايا شرعية هو قول باطل ، أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع.
وأقول : إن أراد بقوله : (إن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد وهو القرآن الكريم) ، أنه لا كتاب منزل من الله في الإسلام إلا القرآن ، فكلامه حق لا نختلف معه فيه ، إلا أن الشيعة لا يقولون : (إن الكتب التي في حوزة أهل البيت عليهمالسلام كانت منزلة من السماء) ، والأحاديث التي ساقها كلها لا تدلّ على سماوية تلك الكتب كما