وقال ابن حجر : إن عبد الله كان قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب ، فكان ينظر فيها ويحدِّث منها ، فتجنَّب الأخذ عنه لذلك كثير من أئمة التابعين (١).
فلا ندري بعد هذا لِمَ صدّقوا بحيازة عبد الله بن عمرو لهذه الكتب وأنكروا حيازة أئمة أهل البيت عليهمالسلام لها؟
وأما الجفر الأحمر فهو السلاح كما ورد في الخبر ، وحيازتهم عليهمالسلام للسلاح ليس أمراً مستغرباً حتى تتوجّه أصابع الاتهام للرواة بالتكذيب.
وكيف كان فلا نرى في ثبوت حيازتهم عليهمالسلام للجفر الأبيض والجفر الأحمر غرابة ، ولا منافاة لآية محكمة أو سُنّة ثابتة حتى يصر أهل السُّنّة على إنكارها والتشنيع بها.
* * *
قال الكاتب : وقد سألت مولانا الراحل الإمام الخوئي عن الجفر الأحمر ، من الذي يفتحه ودم مَن الذي يُراق؟
فقال : يفتحه صاحب الزمان عجل الله فرجه ، ويريق به دماء العامة النواصب ـ أهل السنة ـ فيمزقهم شذَرَ مَذَرَ ، ويجعل دماءَهم تجري كدجلة والفرات ، وَلَيَنْتَقِمَنَّ من صَنَمَيّ قريش ـ يقصد أبا بكر وعمر ـ وابنتيهما ـ يقصد عائشة وحفصة ـ ومن نعثل [كذا] ـ يقصد عثمان ـ ومن بني أمية والعباس فينبش قبورهم نبشا.
وأقول : ما نقله عن السيّد الخوئي قدّس الله نفسه الزكيّة غير صحيح ، وهو مِثْل نقولاته السابقة التي لا يُعوَّل عليها ولا يؤخذ بها.
مضافاً إلى أن هذا الكلام مخالف لفتاوى السيد الخوئي المعروفة ، لأنه قدسسره لا
__________________
(١) فتح الباري ١ / ١٦٧. ونقله المباركفوري عن ابن حجر في تحفة الأحوذي ٧ / ٣٥٩.