يرى أن أهل السنّة كلهم نواصب (١) ، بل يفرِّق بين الناصبي والمخالف ، ولا يعتبر كل مخالف ناصبياً ، ولهذا حكم بنجاسة النواصب وكفرهم وعدم حرمة دمائهم وأموالهم ، دون المخالفين.
قال قدسسره في بحث درسه تعليقاً على قول صاحب العروة : (لا أشكال في نجاسة الغلاة والنواصب) :
وهم ـ أي النواصب ـ الفرقة الملعونة التي تنصب العداوة وتُظهر البغضاء لأهل البيت عليهمالسلام ... ولا شبهة في نجاستهم وكفرهم ، وهذا لا للأخبار الواردة في كفر المخالفين كما تأتي جملة منها عن قريب ، لأن الكفر فيها إنما هو في مقابل الإيمان ، ولم يُرَد منه ما يقابل الإسلام ، بل لما رواه ابن أبي يعفور في الموثق عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث قال : (وإياك أن تغتسل من غُسالة الحمَّام ، ففيها تجتمع غُسالة اليهودي ، والنصراني ، والمجوسي ، والناصب لنا أهل البيت ، فهو شرّهم ، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب ، وإن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه). حيث إن ظاهرها إرادة النجاسة الظاهرية الطارئة على أعضاء الناصب لنَصبه وكفره ، وهذا من غير فرق بين خروجه على الإمام عليهالسلام وعدمه ، لأن مجرد نَصب العداوة وإعلانها على أئمة الهدى عليهمالسلام كافٍ في الحكم بكفره ونجاسته ، وقد كان جملة من المقاتلين للحسين عليهالسلام من النُّصَّاب ، وإنما أقدموا على محاربته من أجل نَصبهم العداوة لأمير المؤمنين وأولاده. ثمّ إن كون الناصب أنجس من الكلب لعلّه من جهة أن الناصب نجس من جهتين ، وهما جهتا ظاهرِه وباطنه ، لأن الناصب محكوم بالنجاسة الظاهرية لنصبه ، كما أنه نجس من حيث باطنه وروحه ، وهذا بخلاف الكلب ، لأن النجاسة فيه من ناحية ظاهره فحسب (٢).
__________________
(١) الناصبي : هو من تجاهر بالعداوة لأهل البيت عليهمالسلام ، بحربهم أو قتلهم أو ضربهم أو سبّهم أو إهانتهم أو تنقيصهم أو جحد مآثرهم المعلوم ثبوتها لهم ، أو نحو ذلك.
(٢) التنقيح في شرح العروة الوثقى ٢ / ٧٥.