وكلامه قدسسره واضح في أنه يرى كفر الناصبي ونجاسته ، دون المخالفين للشيعة ، وهم أهل السنة وغيرهم من غير الفِرَق الإسلامية الأخرى كالزيدية والإسماعيلية والمعتزلة وغيرهم.
وأما ما نسبه للسيّد الخوئي قدسسره من أن صاحب الزمان سيقتل أهل السُّنة إذا خرج ، وسيفرّقهم شذر مذر ، فهي نسبة باطلة ، وذلك لأن الأخبار لا تدل على ذلك ، وإنما دلَّت الأحاديث المتواترة عند الفريقين على أنه عليهالسلام سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً ، وأنه سينشر الحق في أرجاء المعمورة ، وسيمحق كل ضلال وباطل ، لتبقى كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
ولا ريب في أن تحقق هذا الأمر لا يتأتى إلا بحرب سلاطين الجور وأعوانهم ، فإنهم لن يُسَلّموا له طواعية واختياراً ، بل سيحاربونه بما لديهم من عَدَدٍ وعُدَّة ، وأما الذين اتّبعوا الحق ورضوا به فلا شأن له بهم ، سُنّة كانوا أم غيرهم.
والطريف أنه في الوقت الذي لا نرى رواية واحدة عند الشيعة تخبر أن الإمام المهدي عليهالسلام سيقتل أصحاب المذاهب الأخرى ومنهم أهل السنة ، نجد أن بعض الروايات السُّنّية تنص على أن أتباع السفياني ـ وهم من أهل السنة ـ سيقتلون شيعة أهل البيت عليهمالسلام في الكوفة.
فقد أخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك بسنده عن أبي رومان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : يظهر السفياني على الشام ، ثمّ يكون بينهم وقعة بقرقيسا حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ، ثمّ ينفتق عليهم فتق من خلفهم ، فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان ، وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان ، ويقتلون شيعة آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالكوفة ، ثمّ يخرج أهل خراسان في طلب المهدي (١).
* * *
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٥٠١ ط حيدرآباد.