على ذلك ليعرف القارئ الكريم أن الكاتب لا يعوَّل على فهمه ، أو هو غير أمين في نقله.
وما قاله الشيخ والعلَّامة هو مفاد أحاديث الكشي التي ذكر الكاتب بعضاً منها آنفاً.
* * *
قال الكاتب : ٣ ـ وقال النوبختي : (السبئية قالوا بإمامة علي ، وأنها فرض من الله عزوجل ، وهم أصحاب عبد الله بن سبأ ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة ، وتبرأ منهم ، وقال : (إِن عليا رضي الله عنه أمره بذلك) فأخذه عليٌّ فسأله عن قوله هذا ، فأقر به ، فأمر بقتله ، فصاح الناس إليه : يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت ، وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فَصَيَّرَه إلى المدائن.
وحكى جماعة من أهل العلم [من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام] (١) أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ، ووالى علياً ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليهالسلام بهذه المقالة ، فقال في إسلامه في علي بن أبي طالب بمثل ذلك ، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي رضي الله عنه ، وأظهر البراءة من أعدائه ... فمن هنا قال مَن خالف الشيعة : إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) (فرق الشيعة) ص ٣٢ ـ ٤٤.
وأقول : إن النوبختي رحمهالله نقل كل مضامين كتابه (فرق الشيعة) من مصادر غير معروفة ، ولم يذكر لما ذكره فيه أية أسانيد ، ومن الواضح أنه رحمهالله نقل كلمته هذه عن كتاب سيف بن عمر التميمي مباشرة ، أو عمن نقلها عن سيف أو كتابه ، لأن مثل هذه المضامين لم تُرْوَ عن غيره كما مرَّ.
__________________
(١) ما بين القوسين المعقوفين مذكور في المصدر ، وهو كتاب (فرق الشيعة) ، ص ٢٢.