والاطرغشاش هو البرء والاندمال كما ذكره ابن منظور في لسان العرب (١) ، ولعل المراد هو أن عليها آثار البرء.
ولعلها آثار برء الرمد الذي أصاب عين علي عليهالسلام لما أراد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعطي الراية لرجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله.
فأبقى الله سبحانه (الاطرغشاش) من أجل الإبقاء على هذه الفضيلة التي تدل بأوضح دلالة على أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلام على غيره.
فلا ندري بعد هذا ما هو وجه العيب فيها؟!
ومن الواضح أن (مقاتل الطالبيين) ـ بياءين لا بياء واحدة كما كتبها مدَّعي الاجتهاد ـ ليس من كتب الشيعة ، وإنما هو كتاب أبي الفرج الأصفهاني الأموي ، فيا عجباً من هذا العالم النحرير الذي لا يعرف حال أبي الفرج الأصفهاني!!
ثمّ إن هذه الصفات التي ظن الكاتب أنها من صفات الذم قد ذكرت أيضاً في كتب أهل السنة في وصف أمير المؤمنين عليهالسلام.
فقد أخرج الهيثمي في مجمع الزوائد في باب صفة أمير المؤمنين عليهالسلام عن أبي إسحاق قال : خرجت مع أبي إلى الجمعة وأنا غلام ، فلما خرج علي فصعد المنبر قال لي أبي : قم أي عمر ، فانظر إلى أمير المؤمنين. قال : فقمت فإذا هو قائم على المنبر ، فإذا هو أبيض اللحية والرأس ، عليه إزار ورداء ، ليس عليه قميص. قال : فما رأيته جلس على المنبر حتى نزل عنه. قلت لأبي إسحاق : هل قنت؟ قال : لا. وفي رواية : لم أره خضب لحيته ، ضخم الرأس. رواه الطبراني بأسانيد ، ورجاله رجال الصحيح.
وعن شعبة قال : سألت أبا إسحاق : أنت أكبر من الشعبي؟ قال : الشعبي أكبر مني بسنة أو سنتين. قال : ورأى أبو إسحاق عليّا ، وكان يصفه لنا عظيم البطن ، أجلح ، قال شعبة : وكان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري ، ولم يدرك أبو البختري
__________________
(١) لسان العرب ٦ / ٣١١.