وأصحاب العمائم حِرْصاً منهم على بقاءِ منافِعِهم الشخصية. وبهذا أكون قد أَدَّيْتُ جزءاً من الواجب.
وأقول : ونحن بدورنا أيضاً ندعو كل منصف لقراءة ما كتبناه في الرد على هذا الكاتب المدلِّس نفسه في الشيعة ، والمدّعي لنفسه الفقاهة والاجتهاد وهو بعيد عنهما كما تبيَّن ذلك بجلاء ووضوح للقارئ الكريم ، ليرى القارئ أن كل إشكالات أهل السنة في نقد المذهب الشيعي الإمامي ما هي إلا خيالات واهية ، وأكاذيب زائفة ، وتلفيقات مفضوحة ، وأنهم لم يسلكوا في محاولاتهم اليائسة لإبطال المذهب الشيعي طريق البحث الصحيح والأمانة العلمية ، بل سلكوا المسالك المحرَّمة ، وانتهجوا الطرق المريبة ، فاختلقوا ما شاءوا من الأكاذيب والأباطيل ، وحرَّفوا النصوص وزوَّروها ، حتى رموا آخر سهم في كنانتهم ، وقذفوا آخر حجر في جعبتهم ، ولكن الله سبحانه قد ردَّ كيدهم إلى نحورهم ، فباءوا بالخيبة والخذلان ، ورجعوا بالهزيمة والخسران.
وإذا كان الكاتب يعلم أن الله سبحانه قد أوجب على العلماء أن يبيِّنوا الحق ، فلا أدري كيف يتأتّى له أن يُظهِر الحق وهو متستِّر بالتقيَّة الشديدة ، ومتكتِّم بهذا النحو من الكتمان؟!
ألا يرى أن من الواجب عليه أن يفصح عن نفسه ويجهر بدعوته ، ويجادل علماء الشيعة ويحاورهم في المسائل التي أنكرها من مذهبهم؟!
لقد لاحظ القارئ العزيز أن الكاتب في كل كتابه لم يذكر أية مناقشة ولو مع عالم واحد من العلماء الذين ادَّعى أنه التقى بهم ، وإنما كان يقتصر على طرح الأسئلة التي يظهر فيها بمظهر المستفهم المستفيد.
فأين كان وجوب بيان الحق وإظهاره الذي أخذه الله على العلماء؟
* * *