يواخي الرجلُ الرجل على الدين ، فيحصي عليه زلّاته ، ليعيِّره بها يوماً ما.
وفي صحيحة محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تطلبوا عثرات المؤمنين ، فإن من تتبَّع عثرات أخيه تتبَّع الله عثراته ، ومن تتبَّع الله عثراته يفضحه ولو في جوف بيته (١).
وأخرج الترمذي وأبو داود وأحمد وأبو يعلى وغيرهم بأسانيدهم عن ابن عمر ، قال : صعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم المنبر ، فنادى بصوت رفيع فقال : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ، ولا تعيِّروهم ، ولا تتبَّعوا عوراتهم ، فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورته ، ومن تتبَّع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله (أو بيته) (٢).
ومن غير المستبعد أن يكون ذلك قد نشأ من سوء ظنِّ الكاتب بالناس الكاشف عن سوء الطوية وخبث السريرة.
قال المناوي في فيض القدير : ومن أساء الظن بمن ليس محلًّا لسوء الظن به دلَّ على عدم استقامته في نفسه ، كما قيل :
إذا سَاءَ فِعْلُ المرءِ سَاءَتْ ظنُونُه |
|
وصَدَّقَ مَا يَعْتَادُه مِنْ تَوَهُّمِ (٣) |
__________________
(١) انظر هذه الأحاديث في الكافي ٢ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥.
(٢) سنن الترمذي ٤ / ٣٧٨ وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب. سنن أبي داود ٤ / ٢٧٠. مسند أحمد ٤ / ٤٢٠ ، ٤٢٤. مجمع الزوائد ٦ / ٢٤٦. مسند أبي يعلى ٢ / ١٤٦ ، ٦ / ٢٦٦. المطالب العالية ٢ / ٣٦٥. شعب الإيمان ٧ / ١٠٨ ، ٥٢١. مشكاة المصابيح ٣ / ١٤٠٢. الترغيب والترهيب ٣ / ١٥٢ ، ١٥٣ وقال : رواه أبو يعلى بإسناد حسن. صحَّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود ٣ / ٩٢٣.
(٣) فيض القدير ١ / ٣٣٠.