قال الكاتب : ولنر لوناً آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع ، فقد عبثت هذه العناصر بكتبنا المعتبرة ، ومراجعنا المهمة ، وَلْنَأْخُذ نماذج يطلع القارئ من خلالها على حجم هذا العَبَث ومداه.
إن كتاب الكافي هو أعظم المصادر الشيعية على الإطلاق ، فهو موثق من قبل الإمام الثاني عشر المعصوم الذي لا يُخْطِئ ولا يغلط ، إذ لما ألف الكليني كتاب الكافي عرضه على الإمام الثاني عشر في سردابه [كذا] في سامراء ، فقال الإمام الثاني عشر سلام الله عليه : (الكافي كاف لشيعتنا). انظر مقدمة الكافي ص ٢٥.
وأقول : أما أن كتاب الكافي من أهم المصادر الشيعية فهو صحيح ، وأما أنه موثَّق من قبل الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرَجه الشريف فهو غير صحيح ، لأن ذلك لم يثبت عنه بسند معتبر ، وإنما هو كلام قيل ، ولا أصل له.
والمذكور في مقدمة الطبعة الجديدة من كتاب الكافي للدكتور حسين علي محفوظ هو أن بعض العلماء يعتقد أن الكافي عُرض على القائم عليهالسلام فاستحسنه ، وقال : كافٍ لشيعتنا.
وهو خبر ضعيف بالإرسال ، بل هو باطل في نفسه ، لأن كتاب الكافي ليس كافياً للشيعة ، ولهذا اعتنى العلماء بغيره من كتب الحديث الأخرى المكمِّلة له ، وهذا أمر معلوم غير قابل للإنكار.
على أن مقدمة الكافي المزبورة لم يَرِد فيها أن الكافي عُرض على القائم عليهالسلام في السرداب كما قاله الكاتب ، ولكن لما أراد الكاتب أن يطعن في الإمام المنتظر عليهالسلام طعناً مبطَّناً ، ذكر قضية العرض في السرداب التي لا يقول بها أحد ، وهذا دليل يضاف إلى ما سبق من الأدلة على أن كاتب كتاب (لله ثمّ للتاريخ) لم يكن شيعياً ، فضلاً عن أن يكون واحداً من علماء الشيعة.
* * *