كتاب جديد) البحار ٢ / ١٣٥ ، الغيبة ص ١٧٦.
وأقول : أما الأمر الجديد الذي يقوم به صاحب الزمان فهو العدل بين الرعية ، والقسمة بالسوية ، ومنع المنكرات ، وإقامة الحدود ، وإحياء السنة ، وإماتة البدعة ، وأمثال هذه الأمور.
وأما الكتاب الجديد فيحتمل أن يكون المراد به القرآن الكريم ، وكونه جديداً إما بسبب أنه سيكون مرتَّباً على حسب النزول ، ويكون المنسوخ فيه مقدَّماً على الناسخ ، وما شاكل ذلك.
أو أنه جديد في معانيه التي حرَّفها سلاطين الجور وعلمائهم ، لأن الإمام عليهالسلام سيظهره مفسَّراً كما أراد الله سبحانه وتعالى.
ويحتمل أن يكون المراد بالكتاب الجديد كتاباً مشتملاً على مهمات الشريعة وأحكامها التي يحتاج إليها الناس في كل أمورهم.
وأما القضاء الجديد فهو إما بسبب العدل بين الرعية الذي لم يعرفه الناس في عصور الغيبة وما قبلها ، وإما لأن الإمام عليهالسلام لا يَسأل عن البيِّنة ، وإنما يحكم بعلمه وعلى حسب الواقع الحق في كل قضية كما مرَّ.
وهذه الأحكام وإن كانت هي أحكام الإسلام الصحيحة التي جاء بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلا أنها ستكون جديدة عند الناس ، لأنهم ما ألفوها في أزمنة سلاطين الجور ، وما عرفوها قبل أيام الإمام المهدي عليهالسلام ، لا أنها أحكام جديدة في نفسها ، وإلا كانت بدعاً محدثة.
* * *
قال الكاتب : ونختم هذه الفقرة بهذه الرواية المروعة ، فقد روى المجلسي عن أبي عبد الله رضي الله عنه : (لو يعلم الناس ما يصنعُ القائم إذا خرج لأَحَبَّ أكثرُهم أَلا يَرَوْهُ