مما يقتل من الناس .. حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم). البحار ٥٢ / ٣٥٣ ، الغيبة ص ١٣٥.
وأقول : بعد الغض عن سند هذه الرواية ، فإن الرواية لا تتنافى مع ما هو المتوقَّع من الإمام المهدي عليهالسلام على حسب قراءة الوضع الحاضر في العالم المعاصر ، فإن الفساد الإداري والأخلاقي والديني قد بلغ الغاية ، فعمَّ كل مكان في الأرض.
ومن البديهي أن الإمام المهدي عليهالسلام سيعمل كل ما يقيم به العدل ويرفع به الظلم ، وإن استلزم ذلك كثرة القتل الذي يتطلبه قمع سلاطين الجور وأهل الزيغ المعاندين وأعوانهم ، وإقامة العدل والتطهير الشامل من كل الفساد المتراكم ، وإقامة الحدود التي كانت معطَّلة ، مع كثرة القتل من دون قصاص ، وكثرة ارتكاب المحرمات التي يعاقَب عليها بالقتل.
كل هذا يولِّد هذا الموقف من كثير من الناس الذين يخافون أن يصل حكم المحكمة العادلة إليهم أو إلى ذويهم وخواصّهم.
ثمّ إن الرواية لا تدل على كثرة وقوع القتل منه عليهالسلام ، بل تدل على كثرة من يحب ألا يراه بسبب قتله بعض الناس ، فإن قوله : (لأَحَبَّ أكثرُهم ألا يَرَوْه مما يقتل من الناس) ، يدل على ذلك ، لأن (مِن) في (مما يقتل) سببية ، أي بسبب (ما يقتل) أي قتله ، لأن (ما) مصدرية تُسبك مع ما بعدها بمصدر ، و (من) في قوله : (من الناس) تبعيضية ، أي بعض الناس.
* * *
قال الكاتب : واستوضحت السيد الصدر عن هذه الرواية فقال : (إن القتل الحاصل بالناس أكثره مختص بالمسلمين) ثمّ أهدى لي نسخة من كتابه (تاريخ ما بعد الظهور) حيث كان قد بين ذلك في كتابه المذكور ، وعلى النسخة الإهداء بخط يده.