عورة الغير فوق حرمة النظر ، فتحريم النظر يدل على تحريم المس بطريق الأولى (١).
قلت : بعد أن عرفنا هذا كله نسأل : ما الذي سوَّغ لمدَّعي الاجتهاد والفقاهة أن ينظر إلى عورة الميت المزعوم ويتفحَّصها؟
ولما ذا يخاف الكاتب من معرفة اسمه وشخصه مع أنه يدَّعي الآن أنه صار سُنِّيّاً ، فيلزمه حينئذ ألا يعمل بالتقية الممقوتة عند أهل السنة ، فلا يجوز له أن يخفي نفسه في النجف متستِّراً باللباس الشيعي ، ومتظاهراً بأنه لا يزال شيعياً.
* * *
قال الكاتب : وهناك بعض السادة في الحوزة لي عليهم ملاحظات تثير الشكوك حولهم والريب ، وأنا والحمد لله دائب البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم.
وأقول : لا ندري ما هي هذه الملاحظات المزعومة التي أثارت شكوك الكاتب حول من سمَّاهم سادة في الحوزة؟
ثمّ ما الذي جوَّز للكاتب أن يتحرَّى ويبحث في حقيقة أولئك السادة؟ فإن هذا الفعل إما أن يندرج تحت عنوان التجسس المنهي عنه بقوله تعالى وَلا تَجَسَّسُوا؟
أو يندرج تحت عنوان تتبّع عورات المسلمين المنهي عنه في الأخبار الكثيرة ، ففي موثقة إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه ، لا تذمُّوا المسلمين ، ولا تتبَّعوا عوراتهم ، فإنه من تتبَّع عوراتهم تتبَّع الله عورته ، ومن تتبَّع الله تعالى عورته يفضحه ولو في بيته.
وفي موثَّقة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن
__________________
(١) بدائع الصنائع ١ / ٣٠٠.