رواية أمثال هذه الأخبار الطعن في الكشي خاصة أو في الشيعة عامة ، وهو معلوم لا يحتاج إلى مزيد بيان.
ولو كان عند الكاتب أدنى معرفة بتمييز الأخبار ومعرفة الغث منها والسمين لعلم أن الأخبار المروية في ابن عباس كلها من الأحاديث الواهية الضعيفة كما أوضحنا بعضها ، وكما نص عليه بعض أعلام المذهب.
فقد قال السيد أحمد بن طاوس : وقد روى صاحب الكتاب [يعني الكشي] أخباراً شاذة ضعيفة تقتضي قدحاً أو جرحاً ، ومثل الحبْر [يعني ابن عباس] رضوان الله عليه موضع أن يحسده الناس وينافسوه ويقولوا فيه ويباهتوه :
حسَدُوا الفتَى إذْ لم يَنالوا فضلَه |
|
فالناسُ أعداءٌ له وخصومُ |
كضرائرِ الحسناءِ قُلْنَ لوجْهِها |
|
حسَداً وبَغْياً : إنَّه لدميمُ. |
ثمّ ذكر تلك الأحاديث وبيَّن ضعفها ثمّ قال : هذا الذي رأيت ، ولو ورد في مثله ألف حديث يُنقل أمكن أن يعرض للتهمة ، فكيف مثل هذه الروايات الواهية الضعيفة الركيكة (١). وقال التفرشي في نقد الرجال : وما ذكره الكشي من الطعن فيه ـ أي في ابن عباس ـ ضعيف السند (٢).
وقال المحقق الخوئي بعد أن ضعف جملة من الروايات القادحة فيه : هذه الرواية وما قبلها من طرق العامة ، وولاء ابن عباس لأمير المؤمنين وملازمته له عليهالسلام هو السبب الوحيد في وضع هذه الأخبار الكاذبة وتوجيه التُّهَم والطعون عليه (٣).
ثمّ ما بال القوم كفَّروا والدي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأجداده الطاهرين ، كما كفَّروا أبا
__________________
(١) التحرير الطاووسي ، ص ١٥٩ ، ١٦٣.
(٢) نقد الرجال ٣ / ١١٨.
(٣) معجم رجال الحديث ١٠ / ٢٣٨.