الغيبة للطوسي ص ٧٤ ، الإرشاد للمفيد ص ٣٥٤ ، أعلام الورى للفضل الطبرسي ص ٣٨٠ ، المقالات والفرق للأشعري القمي ص ١٠٢.
وأقول : هذا من غرائب الأكاذيب ، فإن الشيخ الطوسي قدسسره في كتاب الغيبة قد أثبت ولادة الإمام المهدي بأدلة كثيرة ، ولهذا قال في الصفحة المذكورة ، ص ٧٤ :
والخبر بولادة ابن الحسن عليهالسلام وارد من جهات أكثر مما يثبت به الأنساب في الشرع ، ونحن نذكر طرفاً من ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وأما إنكار جعفر بن علي ـ عم صاحب الزمان عليهالسلام ـ شهادة الإمامية بولد لأخيه الحسن بن علي وُلِد في حياته ، ودفعه بذلك وجوده بعده ، وأخذه تركته وحوزة ميراثه ، وما كان منه في حمل سلطان الوقت على حبس جواري الحسن عليهالسلام واستبدالهن بالاستبراء لهن من الحمل ليتأكد نفيه لولد أخيه ، وإباحته دماء شيعتهم بدعواهم خلفاً له بعده كان أحق بمقامه ، فليس بشبهة يعتمد على مثلها أحد من المحصِّلين ، لاتفاق الكل على أن جعفراً لم يكن له عصمة كعصمة الأنبياء ، فيمتنع عليه لذلك إنكار حق ودعوى باطل ، بل الخطأ جائز عليه ، والغلط غير ممتنع منه.
انتهى كلامه قدسسره ، وهو واضح في أنه كان في صدد إثبات ولادة المهدي عليهالسلام ، والظاهر أن الكاتب قد نسب إنكار جعفر بن علي ولادة الإمام المهدي عليهالسلام للشيخ الطوسي رحمهالله ، وهذا غير بعيد منه.
وأما الشيخ المفيد قدس الله نفسه فإنه نصَّ في كتابه الإرشاد على إمامة الإمام المهدي عليهالسلام بعد أبيه الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، فقال :
وكان الإمام بعد أبي محمد عليهالسلام ابنه المسمَّى باسم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، المكنَّى بكنيته ، ولم يخلف أبوه ولداً ظاهراً ولا باطناً غيره ، وخلفه غائباً مستتراً على ما قدَّمنا ذكره ، وكان مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وأمّه أم ولد يقال لها نرجس ، وكان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين ، آتاه الله فيها الحكمة وفصل