المشتملة على أسماء شيعة أهل البيت عليهمالسلام وأسماء أعدائهم ، فيمكننا الإجابة على ما أشكل به الكاتب بأمور :
١ ـ أن الظاهر من بعض الأخبار أن أسماء الشيعة مكتوبة في صحائف كثيرة ، لا في صحيفة واحدة ، بل في بعضها أنها مكتوبة في حِمْل بعير.
فقد روى محمد بن حسن الصفار في كتابه (بصائر الدرجات) بسنده عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما وَادَع الحسن عليهالسلام معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه ، وكان بين عينيه حمل بعير لا يفارقه حيث توجَّه ، فقلت له ذات يوم : جُعلتُ فداك يا أبا محمد ، هذا الحِمْل لا يفارقك حيث ما توجهت؟ فقال : يا حذيفة أتدري ما هو؟ قلت : لا. قال : هذا الديوان. قلت : ديوان ما ذا؟ قال : ديوان شيعتنا ، فيه أسماؤهم. قلت : جعلت فداك فأرني اسمي. قال : اغد بالغداة. قال : فغدوت إليه ومعي ابن أخ لي ، وكان يقرأ ولم أكن أقرأ ، فقال : ما غدا بك؟ قلت : الحاجة التي وعدتني. قال : ومَن ذا الفتى معك؟ قلت : ابن أخ لي ، وهو يقرأ ولستُ أقرأ. قال : فقال لي : اجلس. فجلست ، فقال : عليَّ بالديوان الأوسط. قال : فأُتي به ، قال : فنظر الفتى فإذا الأسماء تلوح ، قال : فبينما هو يقرأ إذ قال : هو يا عماه ، هو ذا اسمي. قلت : ثكلتك أمك انظر أين اسمي؟ قال : فصفح ثمّ قال : هو ذا اسمك. فاستبشرنا ، واستشهد الفتى مع الحسين بن علي عليهالسلام (١).
فإذا كانت هذه الصحائف حمل بعير ، وأسماء الشيعة مكتوبة مجرّدة عن كل شيء ، فلا امتناع في كونها حاوية على أسماء الشيعة كلهم.
٢ ـ لعل المراد بالشيعة هم الموالون لهم حقيقةً المتَّبِعون لأحكامهم عليهمالسلام ، لا كل من وُلد من أبوين شيعيين ، فالشيعة المكتوبة أسماؤهم هم الذين وصفهم الإمام الصادق عليهالسلام بقوله : شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى وأهل الخير وأهل الإيمان وأهل الفتح والظفر.
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ١٩٢.