وعنه عليهالسلام قال : إياك والسَّفَلة ، فإنما شيعة عليٍّ من عفَّ بطنه وفرجه ، واشتدَّ جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر.
وعنه عليهالسلام قال : إن شيعة علي كانوا خمص البطون ، ذبل الشفاه ، أهل رأفة وعلم وحلم ، يُعرفون بالرهبانية ، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد (١).
والشيعة الموصوفون بهذه الصفات هم الكُمَّل من الشيعة ، وليسوا هم بدرجة من الكثرة التي صوَّرها الكاتب ، فلا يستبعد أن تكون أسماؤهم مكتوبة في حمل بعير من الكتب.
٣ ـ أن أهل السنة رووا في كتبهم ما هو أدهى من ذلك وأعظم ، فقد رووا في كتبهم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخرج للناس كتابين فيهما أسماء كل أهل الجنة ، وأسماء كل أهل النار ، ولا ريب في أن هذين الكتابين سيكونان حاويين لكل أسماء من خلقهم الله سبحانه وتعالى منذ أن خلق الخليقة ، لأن كل واحد من الناس إما أن يكون في الجنة أو في النار ، وهذا أعظم من الكتاب الذي أنكره الكاتب.
فقد أخرج الترمذي في سننه ، وأحمد في مسنده ، والطبراني في معجمه الأوسط ، وأبو نعيم في حليته ، وغيرهم ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي يده كتابان ، فقال : أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا : لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين ، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثمّ أجمل على آخرهم ، فلا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم أبداً. ثمّ قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين ، فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثمّ أجمل على آخرهم ، فلا يُزاد فيهم ولا يُنقص منهم أبداً. فقال أصحابه : ففيمَ العمل يا رسول الله إن كان أمْرٌ قد فُرغ منه؟ فقال : سَدِّدوا وقاربوا ، فإن صاحب الجنة يُختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيَّ عمل ، وإن صاحب
__________________
(١) الكافي ٢ / ٢٣٣.