رسول الله صلىاللهعليهوسلم فركاً فيصلي فيه) متفق عليه من حديثها ، واللفظ لمسلم ، ولم يخرج البخاري مقصود الباب ، ولأبي داود : (ثمّ يصلي فيه) ، وللترمذي : (ربما فركته من ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأصابعي) ، وفي رواية لمسلم : (وإني لأحكه من ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يابساً بظفري). قوله : (وروي أنها كانت تفركه وهو في الصلاة) ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي من حديث محارب بن دثار عن عائشة قالت : (ربما حتته من ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يصلي). لفظ الدارقطني ولفظ ابن خزيمة : أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يصلي. ولابن حبان أيضاً من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت : لقد رأيتني أفرك المني من ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يصلي (١).
ومنها : ما دلَّ على أن النبي كلما أبطأ عنه الوحي عزم على قتل نفسه : فقد أخرج البخاري وأحمد وغيرهما ، عن عائشة ـ في حديث طويل ـ قالت : وفَتَر الوحي فترة حتى حزن النبي صلىاللهعليهوسلم فيما بلَغَنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردَّى من رءوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذِروة جبل لكي يلقي نفسه تبدَّى له جبريل ، فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه ، وتقر عينه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال مثل ذلك (٢).
هذا غيض من فيض ، ولو أردنا أن نستقصي ما روي في كتب أهل السنة من أمثال هذه الأحاديث الباطلة لطال بنا المقام ، ولخرجنا بذلك عن موضوع الكتاب ، إلا أن فيما ذكرناه غنىً وكفاية (٣).
__________________
(١) تلخيص الحبير ١ / ٣٢.
(٢) صحيح البخاري ٩ / ٣٨ ، ط محققة ٤ / ٢١٨٥. صحيح ابن حبان ١ / ٢١٦. مسند أحمد ٦ / ٢٣٣. تفسير القرآن العظيم ٤ / ٥٢٧. المصنف لعبد الرزاق ٥ / ٢١٦.
(٣) للاطّلاع على المزيد من أمثال هذه الأحاديث راجع كتاب (أبو هريرة) للسيد عبد الحسين شرف الدين رضوان الله عليه ، وكتاب (تأملات في الصحيحين) لمحمد صادق نجمي ، وكتاب (فاسألوا أهل الذكر) للدكتور محمد التيجاني السماوي.