أذهانهم أن أصل مذهبهم يرجع إلى عبد الله بن سبأ اليهودي ، فحنقوا على الشيعة لأنهم اعتنقوا دسيسة يهودية تمَّ تنفيذها على يد حاقد على الإسلام والمسلمين.
وأما ما زعمه من كثرة من تحدَّث عن عبد الله بن سبأ من أهل السنة وأن الشيعة لا يعوِّلون على كلامهم من أجل الخلاف معهم ، فهو مردود بأن الكثرة ليست مقياساً للحق ، وإنما مقياسه هو صحَّة الدليل وتمامية الحجة ، وأكثر من بحث شخصية عبد الله بن سبأ من أهل السنة بحثها بنتائج مسبقة ، من أجل إثبات العلاقة الوطيدة بين مذهب الشيعة وبين عبد الله بن سبأ ، ولهذا اعتمدوا الأخبار الموضوعة والآثار المكذوبة للوصول إلى هذه الغاية ، ولم يسلكوا سبيل التحقيق والبحث العلمي الصحيح.
* * *
قال الكاتب : بيد أننا إذا قرأنا كتبنا المعتبرة نجد أن ابن سبأ شخصية حقيقية وإن أنكرها علماؤنا أو بعضهم.
وأقول : لقد قلنا فيما مرَّ : إن المشهور بين علماء الشيعة إن لم يكن إجماعاً أن عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية ، ولم ينكر وجودها معروف من الأساطين ، وكتبهم خير شاهد على ما نقول.
وعليه فما سيأتي بعد ذلك كله مبتنٍ على وهم فاحش وخطأ فادح ، وهو زعم الكاتب أن علماء الشيعة ينكرون وجود شخصية عبد الله بن سبأ ، مع أن ذلك غير صحيح كما قلنا.
* * *
قال الكاتب : وإليك البيان :