العلمية ، ولا سيما أنه ـ كما يزعم ـ رجل كبير في السن ، حاصل على إجازة الاجتهاد قبل أكثر من خمسين سنة (١) ، مع أنه ليس في النجف عالم من أهل كربلاء بهذه الصفة ، ولو كان لَبَان ، ولا سيما أنه وصف نفسه بالتفوّق العلمي ، والمتفوق بحكم العادة لا يخفى على أحد.
ثمّ ما هو السر في بقاء الكاتب في النجف الأشرف متكتماً متظاهراً بالتشيع وهو على خلاف ذلك؟
مع أنه يجب على أي رجل في مثل سنِّه وعلمه أن يترك النجف ، ويغادر إلى أي بلاد سُنية يتمكن فيها من أن ينفع فيها أبناء مذهبه الجديد ، ويبصِّرهم بأباطيل مذهب الشيعة ، ويوقفهم على ما فيه من زيف وضلال.
وأما بقاؤه في النجف فسيجعله مشلولاً غير قادر على الإفصاح عن حاله من جهة ، ولا يتمكن من أداء رسالته من جهة أخرى.
فلا أدري بعد هذا كله ما هو وجه اختياره البقاء في النجف الأشرف والعمل فيها صابراً محتسباً على حسب زعمه؟؟
* * *
قال الكاتب : وأنا على يقين أن هناك الكثير من السادة ممن يشعرون بتأنيب الضمير لسكوتهم ورضاهم مما يرونه ويشاهدونه ، وبما يقرءونه في أمهات المصادر المتوافرة عندهم ، فأسأل الله تعالى أن يجعل كتابي حافزاً لهم في مراجعة النفس ، وترك سبيل الباطل ، وسلوك سبيل الحق ، فإن العمر قصير ، والحجة قائمة عليهم ، فلم يبق لهم بعد ذلك من عذر.
__________________
(١) وذلك لأن تاريخ رحيل الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء كان سنة ١٣٧٣ ه ـ ، وهي خمسون سنة كاملة. وأما إذا قيل : (إن كاشف الغطاء قد أجاز الكاتب قبل وفاته ببضع سنين) ، فيكون قد مضى على الإجازة المزعومة أكثر من خمسين سنة.