والكاتب قد ضبط النص بما يدل على أن المرأة جاءت للإمام عليهالسلام تشكو أبا بصير ، مع أن النص لا دلالة فيه على ذلك ، بل الضبط هو : (فقَدمْتُ على أبي جعفر فقال لي ...) ، لكن الكاتب أراد أن يهوِّل ما صنعه أبو بصير من جهة ، وأن ينفي عن الإمام عليهالسلام علمه بالحادثة من دون مُخبِر من جهة ثانية ، فضبط النص بما يدل على أن المرأة جاءت للإمام عليهالسلام لتشكو أبا بصير.
والعجيب من الكاتب وأضرابه أنه أراد تضعيف أبي بصير لأنه مازح امرأة ولم يُعلَم أن مزاحه معها كان على وجهٍ محرَّم أم لا ، ولم يضعفوا خالد بن الوليد الذي قتل مالك بن نويرة ونزا على زوجته ، ولا المغيرة بن شعبة الذي زنا بأم جميل ، ولا طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم ممن خرجوا على الخليفة الحق وحاربوه ، وقُتل بسببهم عشرات الألوف من المسلمين من غير ذنب.
فهنيئاً لهم بهذه المعايير المعكوسة في التضعيف والتوثيق!!
* * *
قال الكاتب : وكان أبو بصير مخلطاً :
فعن محمد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن عن أبي بصير فقال : أبو بصير كان يُكنى أبا محمد وكان مولى لبني أسد ، وكان مكفوفاً.
فسألته هل يُتَّهَمُ بالغُلُوّ؟ [كذا] فقال : أَما الغُلُوُّ فلا ، لم يكن يُتَّهَم ، ولكن كان مخلطاً. رجال الكشي ص ١٥٤.
قلت : أحاديثه في الصحاح [!!] كثيرة جداً ، وفيها عجب عجاب ، فإذا كان مخلطاً فما ذا أدخل في الدين من تخليط؟!! إن أحاديثه فيها عجب عجاب أليست هي من تخليطه؟؟!!
وأقول : صدر الرواية الذي لم يذكره الكاتب هو :