الفضل ، فقد أخرج ابن ماجة وأحمد والحاكم وغيرهم بأسانيدهم عن قابوس ، قال : قالت أم الفضل : يا رسول الله رأيت كأن في بيتي عضواً من أعضائك. قال : خيراً رأيتِ ، تلد فاطمة غلاماً فترضعيه. فولدت حسيناً أو حسناً ، فأرضعته بلبن قُثَم ... (١).
وأخرج الحاكم بسنده عن ابن عباس عن أم الفضل رضي الله عنها ، قالت : دخل عليَّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا أرضع الحسين بن علي بلبن ابنٍ كان يقال له قُثَم. قالت : فتناوله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فناولته إياه فبال عليه ، قالت : فأهويتُ بيدي إليه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تزرمي ابني. قالت : فرشَّه بالماء (٢).
وأما إعطاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إصبعه للحسين عليهالسلام ليرضع منه فإن ذلك ـ لو سلَّمنا بصحة الحديث ـ إنما وقع بنحو الإعجاز والكرامة للحسين عليهالسلام لينبت لحمه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا لا محذور فيه ، ولا سيما أن أهل السنة جوَّزوا نبوع الماء من بين أصابع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى سقى جيشاً يبلغ ألفاً وخمسمائة رجل.
فقد أخرج البخاري في صحيحه وغيره بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : عطش الناس يوم الحديبية ، والنبي صلىاللهعليهوسلم بين يديه ركوة فتوضأ ، فجهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم؟ قالوا : ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك. فوضع يده في الركوة ، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا. قلت : كم كنتم؟ قال : لو كنا مائة ألف لكفانا ، كنا خمس عشرة مائة (٣).
وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما ـ واللفظ لمسلم ـ بسندهما عن أنس بن مالك ، أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه بالزوراء (قال : والزوراء بالمدينة عند
__________________
(١) سنن ابن ماجة ٢ / ١٢٩٣. مسند أحمد ٦ / ٣٣٩ ، ٣٤٠. المعجم الكبير للطبراني ٣ / ٥ ، ٢٥. ٩ / ٢٥ ـ ٢٧. وراجع المستدرك ٣ / ١٩٤ ، ط حيدرآباد ٣ / ١٧٦. مسند أبي يعلى ٦ / ١٤٠. الطبقات الكبرى لابن سعد ٨ / ٢٧٨ ، ٢٧٩.
(٢) المستدرك ٣ / ١٩٤.
(٣) صحيح البخاري ٣ / ١١٠٥. صحيح ابن خزيمة ١ / ٦٦. صحيح ابن حبان ١٤ / ٤٨٠.