السوق والمسجد فيما ثمة) ، دعا بقدح فيه ماء ، فوضع كفَّه فيه ، فجعل ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ جميع أصحابه ، قال : قلت : كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال : كانوا زهاء الثلاثمائة (١).
وأخرج البخاري في صحيحه بسنده عن أنس ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم دعا بإناء من ماء ، فأُتِيَ بقدح رَحْرَاح (٢) فيه شيء من ماء ، فوضع أصابعه فيه ، قال أنس : فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. قال أنس : فحَزَرْتُ مَن توضَّأ ما بين السبعين إلى الثمانين (٣).
والأحاديث في ذلك كثيرة جداً رواها أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد وغيرهم ، ولا حاجة لنقلها بعد رواية البخاري ومسلم لها (٤).
بل إن القوم رووا أن الناس أكلوا من بين أصابعه الشريفة ، فقد أخرج الطبراني في الكبير وأبو عوانة في سننه وغيرهما ، عن أنس في حديث طويل قال : فقال [صلىاللهعليهوآلهوسلم] : اجمعوا ما عندكم ، ثمّ قرِّبوه. وجلس مَن معه بالسدة ، فقربنا ما كان عندنا من خبز وتمر ، فجعلناه على حصيرنا ، فدعا فيه بالبركة ، ثمّ قال : أَدخِل عليَّ ثمانية. فأدخلنا عليه
__________________
(١) صحيح البخاري ٣ / ١١٠٤. صحيح مسلم ٤ / ١٧٨٣.
(٢) هو القدح الواسع القصير الجدار.
(٣) صحيح البخاري ١ / ٨٨.
(٤) راجع سنن الترمذي ٥ / ٥٩٦ ، ٥٩٧. مسند أحمد ١ / ٤٦٠ ، ٣ / ١٠٦ ، ١٣٢ ، ١٣٩ ، ١٤٧ ، ٢١٥ ، ٢٨٩ ، ٣٢٩ ، ٣٥٣ ، ٣٦٥. سنن النسائي ١ / ٦٤ ، ٦٥. ط أخرى ١ / ٦٠ ، ٦١. سنن الدارمي ١ / ١٨ ـ ٢٠. صحيح ابن حبان ١٤ / ٤٧٦ ـ ٤٨٤. الموطأ ، ص ٢٤. الطبقات الكبرى لابن سعد ١ / ١٧٨ ـ ١٧٩ ، ١٨٢ ، ٢ / ٩٨. صحيح ابن خزيمة ١ / ٦٥ ، ٧٤ ، ١٠٢. مسند أبي عوانة ٤ / ٤٢٨ ، ٥ / ١٣٧. السنن الصغرى للبيهقي ١ / ٣٤. مجمع الزوائد ٨ / ٢٩٩ ـ ٣٠٢ ، ٩ / ٩. السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٣٠ ، ٤٣. سنن الدارقطني ١ / ٧١. السنن الكبرى للنسائي ١ / ٨٠ ، ٨١. المعجم الأوسط للطبراني ٢ / ١٢١. مسند الطيالسي ، ص ٢٣٩. وغيرها كثير.