ثمانية ، وجعل كفَّه فوق الطعام وقال : كلوا وسمُّوا الله. فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا ، ثمّ أمرني أن أُدخِل عليه ثمانية ، وقام الأولون ففعلت ، ودخلوا عليه فأكلوا حتى شبعوا ... الحديث (١).
فإذا جاز كل ذلك وتكرَّر منه صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيراً ونحن لا نمنعه ، فما المحذور في أن يتفجَّر من بين أصابعه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يغتذي به ولده الحسين عليهالسلام؟
* * *
قال الكاتب : إن سيِّدنا ومولانا الحسين الشهيد سلام الله عليه أجل وأعظم من أن يقال بحقه مثل هذا الكلام ، وهو أجل وأعظم من أن تكره أُمّه حملَه ووضعَه. إن نساء الدنيا يتمنين أن تلد كل واحدة منهن عشرات الأولاد مثل الإمام الحسين سلام ربي عليه ، فكيف يمكن للزهراء الطاهرة العفيفة أن تكره حمل الحسين ، وتكره وَضْعَه ، وتمتنع عن إرضاعه؟؟
وأقول : لقد أجبنا على ذلك بما فيه الكفاية ، فلا حاجة للتكرار ، ولكن أحب أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن لفظة (سيِّدنا الحسين) ليست من الألفاظ المتعارفة عند الشيعة ، بل هي من الألفاظ المتعارفة عند أهل السنة ، وصدق مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام حيث قال : ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.
ولا ينقضي العجب من هذا الكاتب الذي يُحمِّل النصوص ما لا تحتمل من المعاني السيِّئة والمحامل الباطلة ، فلا أدري من أي عبارة في الحديث فهم أن الزهراء سلام الله عليها امتنعت من إرضاع ولدها الحسين عليهالسلام؟ فإن الحديث ظاهر في أن الحسين عليهالسلام لم يرضع من فاطمة عليهاالسلام ولا من أية أنثى ، ولا يدل على امتناع الزهراء سلام الله عليها عن إرضاعه عليهالسلام كما هو واضح.
__________________
(١) المعجم الكبير ٢٥ / ١١٠. مسند أبي عوانة ٥ / ١٨١.