فوضعوا أحاديث باطلة ونسبوها إلى أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، إلا أن أئمة الهدى عليهمالسلام قد أوضحوا لشيعتهم جملة من هؤلاء الوضَّاعين ، فلعنوهم وتبرَّءوا منهم ، وحذَّروا شيعتهم منهم.
كما قام علماء الطائفة قدَّس الله أسرارهم بجمع الأخبار وتنقيحها ، وتوضيح حال الرواة وتمييزها ، فصرفوا زهرة أعمارهم في ذلك ، وصنّفوا الكتب التي اعتنوا بضبطها وتحريرها ، فجاءت بحمد الله وافية شافية ، تغني الفقيه وتكفيه في استنباط الأحكام الشرعية والمعتقدات الإسلامية ، فجزاهم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء على ما بذلوه وأتعبوا فيه أنفسهم الشريفة.
وأما الاتهامات التي سيذكرها الكاتب فهي خواء وهباء ، وسيتضح للقارئ الكريم بعون الله تعالى زيف ادعاءاته في الطعن في أجلاء الرواة وثقات أصحاب الأئمة عليهمالسلام.
* * *
قال الكاتب : إن مكوثي هذه المدة الطويلة في حوزة النجف العلمية التي هي أم الحوزات ، واطلاعي على أمهات المصادر جعلني أقف على حقائق خطيرة يجهلها ، أو يتجاهلها الكثيرون واكتُشِفَتْ شخصيات مُريبة كان لها دور كبير في انحراف المنهج الشيعي إلى ما هو عليه اليوم ، فما فعله أهل الكوفة بأهل البيت وخيانتهم لهم كما تقدم بيانه يدل على أن الذين فعلوا ذلك بهم كانوا من المتسترين بالتشيع ، والموالاة لأهل البيت.
وأقول : سيرى القارئ العزيز إن شاء الله تعالى أن الكاتب قد جاء ببعض الأخبار الضعيفة وترك ما صحَّ سنده ، لا لأجل شيء إلا لما اشتملت عليه تلك الأخبار من الطعن في أجلاء الرواة ، ولو كان الكاتب مجتهداً كما يزعم ، ومنصفاً كما