سليم بن قيس ص ١٧٩.
وأقول : هذا الحديث كسابقه لا يدل على الطعن في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأية دلالة ، وكل ما فيه هو ما قالته عائشة لأمير المؤمنين عليهالسلام بداعي غيرتها منه عليهالسلام كما قلنا في الحديث السابق ، وإلا فلا دلالة في الحديث على أن أمير المؤمنين عليهالسلام مسَّ عائشة ، أو فعل ما يتنافى مع الأدب ، وإنما كان ممتثلاً لأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في اختيار المكان الذي جلس فيه.
وقد ساء الكاتب هنا أيضاً أن يكمل الحديث ويذكر ما فيه من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهذا يكشف عن دخيلته السُّنّية التي يسوؤها ذكر أي منقبة لأهل البيت عليهمالسلام عامة ، ولأمير المؤمنين عليهالسلام خاصة.
وتكملة الحديث هي : وقال : مه يا حميراء ، لا تؤذيني في أخي علي ، فإنه أمير المؤمنين ، وسيِّد المسلمين ، وصاحب لواء الحمد ، وقائد الغُرِّ المحجَّلين يوم القيامة ، يجعله الله على الصراط ، فيقاسم النار ، فيُدخل أولياءه الجنة ، ويُدخل أعداءه النار.
والطريف أنه حرف الحديث أي تحريف ، فحذف جملة : (والبيت غاصٌّ بأهله ، فيهم الخمسة أصحاب الكتاب ، والخمسة أصحاب الشورى) ، وحذف دفع عائشة لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وحذف الأوصاف التي وصف بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام.
فتأمل رحمك الله في هذه التحريفات المقصودة التي تنم عما في نفس الرجل نحو أمير المؤمنين عليهالسلام.
* * *
قال الكاتب : وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قال : (سافرت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ليس له خادم غيري ، وكان معه لحاف ليس له غيره ، ومعه عائشة ، وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره ، فإذا قام إلى الصلاة ـ صلاة الليل ـ يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف