قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.
ومنها : ما أخرجه السيوطي في الخصائص الكبرى عن الطبراني في الأوسط والصغير ، وابن عدي ، والحاكم في المعجزات ، والبيهقي وأبي نعيم ، وابن عساكر عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبّا ، فقال : واللات والعزى لا آمنتُ بك حتى يؤمن بك هذا الضب. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : مَن أنا يا ضب؟ فقال الضب بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعاً : لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين. قال : من تعبد؟ فقال : الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه. قال : فمن أنا؟ قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، قد أفلح مَن صدَّقك ، وقد خاب مَن كذّبك. فأسلم الأعرابي (١).
إلى غير ذلك مما يطول ذكره ، فراجع ما كتبه البيهقي في دلائل النبوة ، وابن كثير في البداية والنهاية وشمائل الرسول ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، والسيوطي في الخصائص الكبرى وغيرهم ، فستجد روايات كثيرة في كلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع البعير ، والظبية ، والضب ، والذئاب ، والوحش ، والحُمَّرة التي فُجعت ببيضها وفرخيها وغيرها (٢).
ونحن لا نستبعد وقوع مثل هذه الأمور على نحو الإعجاز ، ولكن نتعجب ممن يتغافل عن كل هذه الأحاديث ، ويعيب الشيعة بحديث ضعيف سنداً ومتناً.
والعجيب أن الكاتب ذكر هذا الحديث للتدليل على أن الشيعة يعيبون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كتبهم ، وأقصى ما في الحديث أن الحمار قال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فداك أبي وأمي). وقد أوضحنا فيما مرَّ عدم دلالته على ذلك.
__________________
(١) الخصائص الكبرى ٢ / ٦٥. مجمع الزوائد ٨ / ٢٩٣. المعجم الصغير ٢ / ٦٤. شمائل الرسول ، ص ٣٥١.
(٢) دلائل النبوة ٦ / ١٨ ـ ٤٤. شمائل الرسول ، ص ٣٢١ ـ ٣٥٥. البداية والنهاية ٦ / ١٤١ ـ ١٥٩. مجمع الزوائد ٩ / ٣ ـ ١١ ، ٨ / ٢٩١ ـ ٢٩٤. الخصائص الكبرى ٢ / ٥٦ ـ ٦٥.