منها : ما أخرجه الحاكم في المستدرك ، والبيهقي في دلائل النبوة ، عن مسند أحمد بن حنبل ، بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : عدا الذئب على شاة فأخذها ، فطلبه الراعي فانتزعها منه ، فأقعى الذئب على ذنبه فقال : ألا تتقي الله؟ تنزع مني رزقاً ساقه الله إلي؟ فقال : يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس؟! فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة ، فزواها إلى زاوية من زواياها ، ثمّ أتى رسول الله فأخبره ، فأمر رسول الله فنودي : (الصلاة جامعة). ثمّ خرج فقال للراعي : أخبرْهم. فأخبرَهم ، فقال رسول الله : صدق والذي نفس محمد بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ، ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده (١).
قال ابن كثير في البداية والنهاية : وهذا إسناد على شرط الصحيح وقد صحَّحه البيهقي (٢).
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
ومنها : ما أخرجه الحاكم في المستدرك ، والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهما بسندهما عن يعلى بن مرة ، عن أبيه ـ في حديث طويل قال ـ : ثمّ أتاه [صلىاللهعليهوآلهوسلم] بعير فقام بين يديه ، فرأى عينيه تدمعان ، فبعث إلى أصحابه ، فقال : ما لبعيركم هذا يشكوكم؟ فقالوا : كنا نعمل عليه ، فلما كبر وذهب عمله تواعدنا لننحره غداً ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تنحروه واجعلوه في الإبل يكون معها (٣).
__________________
(١) صحيح ابن حبان ١٤ / ٤١٨. مسند أحمد ٣ / ٨٣. المستدرك ٤ / ٥١٤ ، ط حيدرآباد ٤ / ٤٦٨. دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٤١ وصحَّحه. سلسلة الأحاديث الصحيحة ١ / ٢٤١ ح ١٢٢ وقال : هذا سند صحيح ، رجاله ثقات.
(٢) البداية والنهاية ٦ / ١٥٠. شمائل الرسول ، ص ٣٣٩.
(٣) المستدرك ٢ / ٦٧٤. دلائل النبوة ٦ / ٢١.