قال الكاتب : أورد في كتابه روايات مصرحة بتحريف القرآن ، وأورد أيضاً روايات زعم فيها أن العلاقة بين أمير المؤمنين والصحابة كانت سيئة جداً ، وهذه الروايات هي التي تتسبب في تمزيق وحدة المسلمين ، وكل من يقرأ هذا الكتاب يجد أن مؤلفه لم يكن سليم النية.
وأقول : إذا كان مجرد ذكر روايات تدل على تحريف القرآن كافياً في إدانة الكاتب واتّهامه بأنه لم يكن سليم النية ، فهذا وارد بعينه على البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وابن ماجة ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل وأبي داود الطيالسي والبيهقي والهيثمي والسيوطي وابن جرير الطبري وغيرهم من حفاظ الحديث وأعلام أهل السنة الذين رووا أحاديث التحريف ودوَّنوها في كتبهم (١).
وإن كانت إدانة الكاتب إنما هي بسبب اعتقاده بتحريف القرآن دون مجرد ذكر روايات التحريف فالطبرسي لم يصرِّح في كتابه بأنه يقول بالتحريف ، ولم يُنقل عنه الذهاب إلى هذا القول ، وعلى الكاتب حينئذ أن يدين جملة من الصحابة الذين روي عنهم القول بالتحريف كما دلَّت عليه روايات أهل السنة في كتبهم المعتبرة.
وأما طعن الكاتب في الطبرسي بأنه روى في الاحتجاج ما يدل على أن العلاقة بين أمير المؤمنين عليهالسلام وبين بعض الصحابة كانت سيِّئة جداً ، فهو غير وارد ، لأن أهل السنة رووا في كتبهم الكثير من ذلك.
فقد أخرج أحمد في المسند ، والحاكم في المستدرك وصحَّحه ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ، وغيرهم بأسانيدهم عن أبي سعيد الخدري قال : اشتكى عليّا الناسُ ، قال : فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا خطيباً ، فسمعته يقول : أيها الناس لا تَشْكُوا عليّا ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله (٢).
__________________
(١) راجع روايات تحريف القرآن المنقولة من مصادر أهل السنة في كتابنا (كشف الحقائق) ، ص ٦٧ ـ ٧٥.
(٢) مسند أحمد ٣ / ٨٦. المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٣ ط حيدرآباد ٣ / ١٣٤ وقال الحاكم :