وأخرج الترمذي في سُننه وحسَّنه ، والحاكم في المستدرك وصحَّحه ، بأسانيدهم عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم جيشاً ، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : إذا لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي. وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم فسلَّموا عليه ، ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السَّرِية سلَّموا على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثمّ قام الثاني فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم والغضب يُعرَف في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليّا مني وأنا منه ، وهو وليُّ كل مؤمن بعدي (١).
وأخرج مسلم في صحيحه ، والترمذي في سننه عن سعد بن أبي وقاص ، قال : أمَرَ معاوية بن أبي سفيان سعداً ، فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال : أمّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلن أسبَّه ، لأَن تكون لي واحدة منهن أحب إليَّ من حمر النعم ... الحديث (٢).
__________________
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في التلخيص. مجمع الزوائد ٩ / ١٢٩. حلية الأولياء ١ / ٦٨. فضائل الصحابة ٢ / ٦٧٩.
(١) سنن الترمذي ٥ / ٦٣٢. مسند أحمد ٤ / ٤٣٧. المستدرك ٣ / ١١٩ ، ط حيدرآباد ٣ / ١١١. صحيح ابن حبان ١٥ / ٣٧٤. السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٢. موارد الظمآن ٢ / ٩٨٦. مسند الطيالسي ، ص ١١١. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢ / ٦٠٥. خصائص أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب للنسائي ، ص ١٠٩. حلية الأولياء ٦ / ٢٩٤. المصنف لابن أبي شيبة ٦ / ٣٧٥. مسند أبي يعلى ١ / ١٨٤. المعجم الكبير للطبراني ١٨ / ١٢٨.
(٢) صحيح مسلم ٤ / ١٨٧١. سنن الترمذي ٥ / ٦٣٨ قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب.