وأخرج مسلم في صحيحه بسنده عن سهل بن سعد قال : استُعمل على المدينة رجل من آل مروان ، قال : فدعا سهل بن سعد ، فأمره أن يشتم عليّا ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أما إذ أبيت فقل : (لعن الله أبا التراب). فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب ، وإن كان ليفرح إذا دُعي بها ... الحديث (١).
وأخرج الترمذي في سُننه وحسَّنه ، عن البراء ، قال : بعث النبي صلىاللهعليهوسلم جيشين ، وأمَّر على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، وقال : إذا كان القتال فعليٌّ. قال : فافتتح علي حصناً ، فأخذ منه جارية ، فكتب معي خالد كتاباً إلى النبي صلىاللهعليهوسلم يشي به ، قال : فقدمت على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقرأ الكتاب فتغيَّر لونه ، ثمّ قال : ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله؟ قال : قلت : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، وإنما أنا رسول. فسكت (٢).
وأخرج الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ، وأبو يعلى في مسنده ، عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه قال : إن سعد بن مالك قال : بلغني أنكم تُعْرَضون على سب علي رضي الله عنه بالكوفة ، فهل سببته؟ قال : معاذ الله. قال : والذي نفس سعد بيده لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في علي شيئاً لو وُضع المنشار على مِفْرَقي على أن أسبّه ما سببته أبداً (٣).
وأخرج الضياء المقدسي ، وأبو يعلى وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص قال : كنت جالساً في المسجد أنا ورجلين معي فنلنا من علي ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم غضبان يُعْرَف في وجهه الغضب ، فتعوَّذتُ بالله من غضبه ، فقال : مالكم وما لي؟ من آذى عليّا
__________________
(١) صحيح مسلم ٤ / ١٨٧٤.
(٢) سنن الترمذي ٥ / ٦٣٨ ، ٤ / ٢٠٧.
(٣) الأحاديث المختارة ٣ / ٢٧٤. مسند أبي يعلى ١ / ٣٢٨. مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠ قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن. السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٣. المصنف لابن أبي شيبة ٦ / ٣٧٥. كتاب السنة لابن أبي عاصم ، ص ٥٩٠.