قلت : هكذا فعل هؤلاء السلاطين من البناء والهدم على حسب ما يحلو لهم ، وما فعله غيرهم في المسجدين معروف ، والكاتب لا ينكر شيئاً من أفعالهم ، وإنما يود أن يتحامل على الشيعة ، فيُنكر عليهم وجود بعض الروايات الضعاف التي تذكر نقض الإمام المهدي عليهالسلام للمسجدين المعظمين ، مع أن نقضهما أمر راجع للإمام المهدي عليهالسلام بعد خروجه دون غيره.
* * *
قال الكاتب : وبين المجلسي : (أن أول ما يبدأ به ـ القائم ـ يُخْرِجُ هذين ـ يعني أبا بكر وعمر ـ رَطْبَيْنِ غَضَّيْنِ ، ويذريهما في الريح ، ويكسر المسجَد) البحار ٥٢ / ٣٨٦.
وأقول : هذا الحديث رواه المجلسي عن كتاب الفضل بن شاذان بسنده إلى بشير النبال ، وبشير هذا لم يثبت توثيقه في كتب الرجال ، فالرواية ضعيفة السند ، لا يصح الاحتجاج بها.
ومع الإغماض عن سند الرواية فإنا قد أوضحنا آنفاً أن الحق والعدل هو ما يفعله الإمام المهدي عليهالسلام ، وإلا لما كان ممدوحاً في سيرته وعادلاً في حكمه.
على أن الرواية لم تنص على أن المشار إليهما أبو بكر وعمر ، فلعل المراد غيرهما ، واسم الإشارة كما يصح أن يشار به إليهما كذلك يصح أن يشار به إلى غيرهما ، ولعل المعني بعض خلفاء الأمويين أو العباسيين المعاصرين للإمام عليهالسلام وقت صدور الرواية.
ولو سلَّمنا بصحة الحديث وأن المقصود بالإشارة هو أبو بكر وعمر فلا بد من إعادة النظر في تقييمهما من جديد ، والحكم فيهما بما يحكم به الإمام المهدي عليهالسلام.
هذا مع أن دفنهما في بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس حقاً لهما دون سائر المسلمين ، ولا