خصامي ، وألفيته ألدّ في كلامي) (١) معناه : وهذا أبو بكر قد سلبني ما وهبني أبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إياه ـ تعني بذلك : فدكاً ـ التي يتبلَّغ ويكتفي بها ولداي الحسن والحسين عليهماالسلام ، ولقد وجدتُ أبا بكر قد أعلن في مخاصمتي وتجاهر بها ، واشتد في الكلام معي.
وقولها عليهاالسلام : (حتى حبستني قيلةُ (٢) نصرَها ، والمهاجرةُ وصلَها ، وغضَّتِ الجماعةُ دوني طرفَها ، فلا دافع ولا مانع) معناه : أن بني قيلة وهم الأنصار حبسوا نصرهم عن فاطمة سلام الله عليها ، والمهاجرين منعوها عونهم لها ، وغضَّ المسلمون طرفهم دونها ، فلم يقوموا لها بما يجب عليهم نحوها من النصرة ، فلا دافع لما حصل عليها من الظلم ، ولا مانع للقوم من ابتزاز نحلتها منها.
وقولها عليهاالسلام : (خرجتُ كاظمةً وعدتُ راغمة) معناه : أني خرجتُ من بيتي كاظمة غيضي ، ومتجرعته وصابرة عليه ، وعدتُ إلى بيتي راغمة منكسرة ، لم أجد فيهم ناصراً ولا معيناً.
إلى آخر ما قالته سلام الله عليها في حث أمير المؤمنين عليهالسلام على نصرتها ودفع الظلم عنها ، والعمل على استرجاع ما سُلب منها.
وتشبيه قعود أمير المؤمنين باشتمال الجنين وقعود الظنين لا تريد به ذمّه عليهالسلام أو تقريعه على ترك مجابهة القوم ، لأنها عارفة بما آلت إليه الأحوال ، وصارت إليه الأمور ، ولكنها نفثة مصدور ، وشقشقة مكلوم.
* * *
قال الكاتب : وروى الطبرسي في الاحتجاج أيضاً كيف أن عمر ومن معه
__________________
(١) يبتزني : أي يأخذ مني ذلك بالقهر والغلبة. والنحيلة : تصغير نِحلة ، وهي الهبة والعطية بطيب نفس. والبُلْغة : هي ما يُكتفى به من العيش. وابنيَّ : المراد بهما الحسنان. وألفيته : أي وجدته. والألد : هو الشديد.
(٢) قيلة : اسم أم قبيلتي الأنصار ، والمراد بنو قيلة ، وهم الأنصار. ووصلها : عونها.