تعبِّر عن رأي أصحابها ، وليس كل ما فيها صحيح ، بل فيها ما هو معلوم البطلان.
وأما (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد ، فهو ليس من كتب الشيعة ، فضلاً عن أن يكون مصدراً معتبراً من مصادرهم ، لأن ابن أبي الحديد معتزلي صِرْف ، إلا أن بعض أهل السنة توهموا أنه شيعي ، حينما رأوا كثرة نقل الشيعة عنه واحتجاجهم بكلامه.
وأما الكتابان الآخران ـ وهما (رجال الكشي) و (من لا يحضره الفقيه) ـ فهما وإن كانا من مصادر الشيعة المعتبرة ، إلا أن علماء الشيعة لا يرون صحة كل ما فيهما من أحاديث ، ولا يتوقفون في الحكم على بعض ما فيهما بالضعف والبطلان.
ومنه يتضح أن الكاتب لم يستطع التمييز بين مصادر الشيعة ومصادر غيرهم ، وبين المعتبر منها وغير المعتبر ، ويكفي هذا دليلاً على فساد زعمه ببلوغه مرتبة الاجتهاد والفقاهة.
* * *
قال الكاتب : نستفيد من النصوص المتقدمة ما يأتي :
١ ـ إثبات وجود شخصية ابن سبأ ، ووجود فرقة تناصره ، وتنادي بقوله ، وهذه الفرقة تُعَرفُ بالسبئية.
وأقول : أما أنه كان له وجود فنعم ، وأما وجود فرقة تناصره تُعرف بالسبئية فهو غير صحيح ، وإن جاء ذكرها في بعض الأقوال ، لأن ورود ذلك في بعض الكتب ناشئ من النقل من غير تحقيق للمسألة.
ويدل على ما قلناه أنك لا تجد لهذه الفرقة أتباعاً معروفين ، ولا علماء
__________________
أطبقوا على أن كل كتاب يؤخذ منه ويُترك إلا القرآن الكريم ، فليس عندهم كتاب كله صحيح غيره.