ثمّ لما ذا تحاط أحاديث الدجال بالسرّية والرمزية فيشار إليه بالمهدي ، مع أن هناك رجلاً آخر عند أهل السنة له هذا الاسم؟!
والعجيب أن الكاتب بعد دراسته الطويلة التي استمرت سنوات طوالاً ، وبعد مراجعته المضنية لأمهات المصادر ، تردَّد في نتيجته تردُّداً فاحشاً ، فاحتمل أن المراد بالمهدي هو دولة إسرائيل أو المسيح الدجال ، وما أبعد ما بين هذين الأمرين!!
ولعلّه سيحتاج إلى سنوات أخر طوال من الدراسة والبحث ، وإلى مراجعات جديدة لمصادر أخرى من أمهات المصادر ليستقر على أحد الأمرين ، أو ليصل إلى نتائج عجيبة ، ويظهر بنظريات غريبة.
* * *
قال الكاتب : ولما ذا حُكم آلِ داود؟ أليس هذا إشارة إلى الأصول اليهودية لهذه الدعوة؟
وأقول : لقد أوضحنا فيما مرَّ أن الروايات نصَّت على أنه سيحكم بحكم داود ، لا بحكم آل داود كما قال الكاتب.
وقلنا : إن المراد بذلك هو أن المهدي عليهالسلام يحكم بحكم يشبه حكم داود في أنه عليهالسلام لا يسأل البيِّنة ، فيحكم بعلمه وبما يلهمه الله تعالى في تلك الواقعة.
والعجيب أن الكاتب يزعم أن (حكم داود) إشارة إلى الأصول اليهودية مع أن داود عليهالسلام نبي كريم من أنبياء الله عليهمالسلام ، لا ارتباط له باليهود في شيء ، والله سبحانه وتعالى أثنى عليه في كتابه العزيز ، فقال عزَّ اسمه (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) ، (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) (١).
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٢٥١. وسورة النمل ، الآية ١٥.