يقطين حكيا عنك أنهما حكيا لك شيئاً من كلامنا فقلتَ لهما : (ما لكما والكلام بينكما ينسلخ إلى الزندقة) ، فقال : ما قلت لهما ذلك ، أأنا قلتُ ذلك؟ والله ما قلتُ لهما. وقال يونس : جعلت فداك إنهم يزعمون أنا زنادقة. وكان جالساً إلى جنب رجل ، وهو يتربع رِجْلاً على رجْل ساعة بعد ساعة ، يمرغ وجهه وخديه على بطن قدمه اليسرى. قال له : أرأيتك أن لو كنت زنديقاً فقال لك : (هو مؤمن) ، ما كان ينفعك من ذلك؟ ولو كنت مؤمناً ، فقال : (هو زنديق) ما كان يضرّك منه؟ (١).
وإنكار الإمام ما نسباه إليه من القول دليل على أنهما يتقوَّلان على الإمام عليهالسلام ما لم يقل ، ومِن تقوُّلهما ما نسباه للإمام عليهالسلام في هشام بن الحكم.
والعجيب أن الكاتب نقل الكلام وكأنه قول الإمام عليهالسلام ، ولم ينقل الحديث بتمامه ليتضح للقارئ أن الحديث قد ورد في مدح هشام بن الحكم لا في ذمِّه كما هو واضح.
* * *
قال الكاتب : (قال هشام لأبي الحسن رضي الله عنه : أوصني ، قال : أوصيك أن تتقي الله في دمي) رجال الكشي ص ٢٢٦.
وقد طلب منه أبو الحسن رضي الله عنه أن يمسك عن الكلام ، فأمسك شهراً ، ثمّ عاد فقال له أبو الحسن : (يا هشام ، أيَسُركَ أَنْ تشترك في دم امرئٍ مسلم؟). قال : لا. قال : وكيف تشترك في دمي؟ فإن سكتَّ وإلا فهو الذبح. (فما سكت حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه) رجال الكشي ص ٢٣١.
أيمكن لرجل مخلص لأهل البيت أن يتسبب في قتل هذا الإمام رضي الله عنه؟
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن من جملة رواتها جعفر بن معروف ،
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧٨٩.