الجمل من عسكر عائشة وهو يقول :
نحن بنو ضبَّةَ أعداءُ عليْ |
|
ذاك الذي يُعرَف قِدْماً بالوصيْ |
وفارسِ الخيلِ على عهدِ النبي |
|
ما أنا عن فضلِ عليٍّ بالعَمِي |
لكنني أنعى ابنَ عفانَ التقي |
|
إن الوليَّ طالبٌ ثارَ الولي. |
وقال ابن أبي الحديد بعد أن ساق أشعاراً كثيرة تتضمن لفظ الوصية لأمير المؤمنين عليهالسلام : والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً ، ولكنا ذكرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحزبين (١) ، فأما ما عداهما فإنه يجل عن الحصر ، ويعظم عن الإحصاء والعد ، ولو لا خوف الملالة لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة (٢).
* * *
قال الكاتب : إذن شخصية عبد الله بن سبأ حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها ، ولهذا ورد التنصيص عليها وعلى وجودها في كتبنا ومصادرنا المعتبرة.
وأقول : لقد قلنا فيما مر أننا لا ننكر أن شخصية عبد الله بن سبأ حقيقة ، ولكن التهويلات التي نُسجت حوله مثل كونه يهودياً وأنه صار يطوف في البلدان ويؤلِّب المسلمين على عثمان ، وأنه أول من جاء بمسألة وصية أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأفضليته ، وأنه دابة الأرض ، وأنه يرجع إلى الدنيا بعد موته ، وغير ذلك من الأمور التي رواها سيف بن عمر التميمي ، ولم تُروَ من طريق غيره ، فكلها لا تصح ، ولا يمكن التصديق بها.
وكل ذلك أوضحناه مفصَّلاً وأثبتناه في كتابنا (عبد الله بن سبأ) ، فمن أراده فليرجع إليه.
__________________
(١) يريد بهما أصحاب علي عليهالسلام وأصحاب طلحة والزبير وعائشة.
(٢) شرح نهج البلاغة ١ / ٥٠. ط محققة ١ / ١٥٠.