تفصل بينها البسملة كثيرا وتقصر آياتها.
وفي ذلك أقوال أخر : (الأول) إنها سميت ب (المثاني) لتكررها في الصّلاة. (الثاني) : إنما سميت بذلك لنزولها مرتين مرة بمكة ، كما تقدم عن علي (عليهالسلام) ، وأخرى بالمدينة ، لعظمة شأنها ، ونسب ذلك إلى مجاهد ، ولكن المشهور على خلافه ويقتضيه الإعتبار أيضا. (الثالث) : أنّ المثاني جميع القرآن وفاتحة الكتاب سبعة آيات من أعظم آيات القرآن ؛ قال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [سورة الحجر ، الآية : ٨٧] ، ويشهد له ما تقدم في تفسير الآية المباركة عن ابن عباس.
ويصح أن يقال : إن المثاني من الأمور الإضافية ، كما عرفت وإطلاقها على فاتحة الكتاب بكل معنى يتصور بالنسبة إلى عنوان المثاني صحيح ؛ فهذه الأقوال من باب تطبيق الكلي على الفرد.
وقد روى الفريقان عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : قال : «قال الله عزوجل : قسّمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ؛ إذا قال العبد : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال الله جلّ جلاله : بدأ عبدي باسمي وحق عليّ ان أتمم له أموره وأبارك له في أحواله ، فإذا قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، قال الله جلّ جلاله : حمدني عبدي ، وعلم أن النعم التي له من عندي وأنّ البلايا التي دفعت عنه بتطولي ، أشهدكم اني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا ، وإذا قال : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، قال الله جلّ جلاله : شهد لي عبدي أنّي الرحمن الرحيم أشهدكم لأوفّرن من رحمتي حظه ولأجزلنّ من عطائي نصيبه ، فإذا قال : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، قال الله تعالى : أشهدكم كما اعترف بأني أنا المالك يوم الدين لاسهلنّ يوم الحساب حسابه ولأتقبلنّ حسناته ولأتجاوزنّ عن سيئاته فإذا قال : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) ، قال الله عزوجل صدق عبدي إياي يعبد أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي فإذا قال : (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، قال الله تعالى : بي استعان عبدي