والفرار من الزحف ، وعقوق الوالدين واستحلال البيت الحرام ، والسحر ، فمن لقى الله عزوجل وهو بريء منهن ، كان معي في جنّة مصاريعها الجنّة».
أقول : جميع هذه الروايات تدلّ على ما ذكرنا من أنّ الحصر إضافي وليس حقيقيّا.
وفي الخصال بإسناده عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام في حديث شرائع الدين قال : «والكبائر محرّمة ، وهي : الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرّم الله ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ظلما ، وأكل الربا بعد البيّنة ، وقذف المحصنات».
وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة ، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به من غير ضرورة ، وأكل السحت ، والبخس في الميزان والمكيال ، والميسر ، وشهادة الزور ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، وترك معاونة المظلومين ، والركون إلى الظالمين ، واليمين الغموس ، وحبس الحقوق من غير عسر ، واستعمال التكبّر والتجبّر والكذب ، والإسراف ، والتبذير ، والخيانة ، والاستخفاف بالحجّ ، والمحاربة لأولياء الله ، والملاهي التي تصدّ عن ذكر الله عزوجل مكروهة ، كالغناء وضرب الأوتار ، والإصرار على صغائر الذنوب».
أقول : عدّ عليهالسلام في هذه الرواية الغناء من الكبائر ، ولكن عبّر عنها في الحكم بالكراهة ، والمراد منها الحرمة كما في قوله تعالى : (كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) [سورة الإسراء ، الآية : ٣٨].
وفي الدرّ المنثور : أخرج جماعة عن ابن عباس أنّه سئل عن الكبائر : «أسبع هي؟ قال : هي إلى السبعين أقرب».
وفيه ـ أيضا ـ : عن ابن جبير عن ابن عباس : «هي إلى السبعمائة أقرب إلى سبع ، غير أنّه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار».
أقول : لا شكّ أنّ أكبر الكبائر الشرك بالله العظيم حتّى ولو كان خفيا ، وما